عثرت عناصر الحماية المدنية التابعة للوحدة الثانوية في العلمة بولاية سطيف، ليلة الأربعاء الماضي، على جثة فتاة محروقة و مغطاة بعجلات مطاطية في غابة فيض غريب التابعة لبلدية بازر سكرة، قبل تحويلها إلى مصلحة الجثث في مستشفى صروب الخثير.
و تبين بأن الجثة تعود لفتاة في العقد الثالث من العمر، تحمل هوية (ب-ك)، تقطن في بلدية شلغوم العيد بولاية ميلة، لكن أصولها تعود إلى إحدى البلديات في ولاية سطيف.
و عند تشريح الجثة من قبل الطبيب الشرعي، تبين أنها تعرضت للحرق على مستوى الوجه، مع تسجيل طعنة على مستوى البطن، دون أي إصابات أخرى في بقية أعضاء جسدها، مع تحديد التوقيت التقريبي لوفاة الضحية.
وسارعت الشرطة العلمية إلى مكان وجود الجثة، بهدف رفع البصمات و الآثار الجنائية، مع شروع فرقة الدرك الوطني على مستوى بلدية بازر سكرة، في فتح تحقيقات معمقة حول ملابسات هذا الحادث الأليم الذي جاء بعد أيام قليلة جدا من جريمة قتل و حرق جثة الفتاة «شيماء» صاحبة 19 ربيعا في ولاية بومرداس.
و بعد ساعات قليلة من اكتشاف الجثة، تقدم شاب يحمل هوية (ش-ع) و يبلغ من العمر 31 سنة إلى مقر فرقة الدرك الوطني ببلدية بازر سكرة، يقطن في بلدية البلاعة بولاية سطيف، اعترف بأن الضحية كانت برفقته عندما انتحرت و أنه قام بحرق الجثة في غابة فيض غريب.
و حسب مصدر أمني للنصر، فإن الفاعل كشف أيضا في اعترافاته، بأنه كانت تجمعه مع الضحية علاقة غرامية، قبل أن يقرر وضع حد لها بعد زواجه من فتاة أخرى و هو ما لم تتقبله الضحية التي دعته إلى اللقاء من أجل معرفة أسباب رفضه الزواج منها.
كما أضاف الفاعل في الاعترافات، بأن الضحية صعدت معه في سيارته النفعية من نوع «إكسبريس» و بعد فترة بسيطة من المناوشات و الخلاف، فاجأته باستخراج سكين حاد من حقيبتها الخاصة و قررت طعن نفسها على مستوى البطن واضعة حدا لحياتها.
الشاب المتهم أشار أيضا إلى أنه و من هول ما شاهده و صدمة انتحار صديقته السابقة، خطرت في باله فكرة حرق الجثة في الغابة، من أجل إخفاء الفضيحة، مستعينا ببعض العجلات المطاطية التي كان يمتلكها في السيارة.
و قد أودعت فرقة الدرك الوطني المتهم في الحجز المؤقت، مع استمرار التحقيقات حول ملابسات الحادثة، وسط تأويلات كثيرة في الشارع «السطايفي» حول تكرار سيناريو الجريمة التي راحت ضحيتها الفتاة شيماء قبل أيام قليلة، رغم أن المتهم هذه المرة صرح في الاعترافات بأن الضحية عمدت للانتحار أولا، قبل أن يقوم بحرق الجثة، في انتظار صدور التقرير النهائي من قبل الطبيب الشرعي و الذي سيكون مفصليا في تحديد الملابسات و التفاصيل، لتأكيد أو نفي الاعترافات التي أدلى بها المتهم أمام الضبطية القضائية.
أحمد خليل.