وافق الصندوق الوطني للتنمية الريفية، على تمويل برنامج جديد للتشجير بولاية قالمة، على مساحة 100 هكتار، حسب ما علم من محافظة الغابات التي تواجه تحديات كبيرة لتنمية الثروة الغابية و حمايتها من الأخطار المحدقة بها كالحرائق و التجريف و القطع الجائر.
و قالت المحافظة، بأنها بدأت في تنفيذ البرنامج الجديد بعدة أقاليم غابية، بينها منطقة الدراوش ببلدية عين بن بيضاء الواقعة شرقي قالمة، أين يتواجد إقليم غابي واسع و محيطات فلاحية مشجرة منذ عدة سنوات.
و تعلق محافظة الغابات بقالمة، آمالا كبيرة على البرنامج الوطني للتشجير 2019/2021، لغرس أكبر مساحة ممكنة و تعويض الأضرار التي لحقت بغابات الولاية في السنوات الأخيرة، بسبب الحرائق التي أتت على مساحات هامة من غابات المنطقة، بينها غابات المحمية الطبيعية الشهيرة بني صالح، التي تعد أكبر إقليم غابي بشرق البلاد.
و قد تم غرس نحو 2000 شجيرة من الخروب و الكاليتوس بمنطقة الدراوش ببلدية عين بن بيضاء، بمشاركة عدة قطاعات و يتوقع أن يتواصل البرنامج حتى نهاية الربيع القادم و يشمل كل البلديات الجبلية الملائمة للأشجار الاقتصادية، مثل الخروب و الفلين و الكاليتوس و الزيتون و غيرها من الأنواع الأخرى ذات القيمة الاقتصادية و البيئية الكبيرة.
و لم تعد الغابات بقالمة مجرد غطاء طبيعي يحفظ التوازن الإيكولوجي و يجلب الأمطار، بل تحولت في السنوات الأخيرة إلى مصدر للثروة و مناصب العمل لسكان الأقاليم الجبلية، الذين انخرطوا في برامج التشجير و اكتشفوا مصادر عيش جديدة توفرها الشجرة المثمرة و الشجرة الاقتصادية التي ظلت عرضة للإهمال و التعدي سنوات طويلة.
كما تعمل محافظة الغابات بقالمة، على دمج سكان المناطق الجبلية ضمن برامج الاستثمار الغابي، حتى يدركوا مدى أهمية الشجرة و يوفرون لها الحماية من الحرائق و القطع الجائر، حتى تصبح مصدر دخل دائم لهم من خلال ثمارها و خشبها.
و ترافق برنامج التشجير بقالمة، برامج أخرى لفائدة سكان البلديات الريفية الفقيرة، بينها مشاريع المناحل و تربية المواشي و فتح المسالك الغابية و فك العزلة و بناء الحواجز المائية الموجة للسقي و حماية الأراضي من الانجراف و تنمية الأقاليم الرعوية.
و يوظف قطاع الغابات بقالمة، المزيد من العمالة المحلية بقالمة و أصبح مساهما حيويا في دعم الخزينة المحلية بمداخيل سنوية هامة من بيع الخشب و كراء المناحل و الاستثمار الغابي المنتج للثروة و مناصب العمل.
فريد.غ