تتجه سلطات دائرة مقرة شرق المسيلة، خلال الأيام المقبلة نحو اتخاذ قرار بإلغاء قائمة المستفيدين من حصة 400 قطعة أرضية ببلدية برهوم، التي ضبطت مؤخرا على موقع أرضية منطقة بودربالة التي تبين قبل أيام أنها تقع فوق مقبرة نوميديا يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد.
و ذلك بعد مراسلة مديرية الثقافة و الفنون بالولاية، مؤخرا، والي المسيلة، قصد وقف التعدي على الموقع الأثري إلى حين إيفاد فرقة من الباحثين لمعاينة هذا التعدي على الموقع الأثري.
و استنادا إلى رئيس دائرة مقرة في اتصال هاتفي، فإن إمكانية اتخاذ قرار بإلغاء التجزئة الترابية الاجتماعية 400 قطعة التي كان مقررا تجسيدها بالوعاء العقاري الواقع بالقسم 8 و المجموعة الملكية رقم 28 ببرهوم، رغم ضبط قائمة المستفيدين من القطع الأرضية منذ فترة و ذلك على خلفية إقامتها على موقع أثري.
يحدث ذلك رغم استصدار قرار الإنشاء لهذه التجزئة الترابية منذ سنة 2018 من طرف اللجان الولائية المختصة و التي ظلت لسنوات تعمل على اختيار أرضيات لإنجاز برنامج التجزئات الترابية عبر الولاية.
مضيفا بأن اتخاذ أي قرار يتطلب إجراء خبرة علمية و قانونية و ليست قرارات إدارية، بعد أن تقدمنا، يقول، بطلب من أجل إيفاد فرقة من الباحثين في علم الآثار و التي هي وحدها من تقرر إن كان هناك تعديل على مواقع أثرية أو لا، مشيرا إلى امتعاضه من هكذا تصرفات، على اعتبار أن مديرية الثقافة شاركت في جميع لجان اختيار المواقع قبلا و لم تبد أي معارضة لعمليات اختيار الأوعية العقارية، لتأتي في سنة 2020 و تبدي معارضتها لمشروع وصل إلى المحطة الأخيرة بعد ضبط القائمة الاسمية للمستفيدين.
هذا و كانت مصلحة التراث بمديرية الثقافة و الفنون بالولاية، قد راسلت بتاريخ 3 نوفمبر الجاري، والي المسيلة، بناء على طلب من مديرية أملاك الدولة بالولاية، حول معاينة تجسيد حدود القطعة الأرضية المعنية باحتضان التجزئة الترابية الاجتماعية 400 قطعة ببلدية برهوم، حيث بينت المعاينة وجود تعد على الموقع الأثري بودربالة ( المقبرة النوميديا) في إقليم بلدية برهوم، من خلال معاينة وجود أعمال جرف للمقبرة باستعمال آلة ميكانيكية.
كما لوحظت أعمال توسع كبيرة للبناء على حساب الموقع الأثري، حيث أن التجزئة الترابية تقع بين مقبرة تعود للفترة الرومانية و مقبرة تعود للفترة النوميدية، مساحته 4 هكتارات تحده من الشمال المنطقة المسماة المعرض و من الجنوب حي محمد بوضياف الشمالي و من الشرق تجزئة ترابية بـ 401 سكن و من الغرب دوار سحامدة.
و أفاد تقرير مديرية الثقافة، بأن هذه المقبرة النوميديا التي اكتشفت سنة 1993، سبق و أن كانت هناك محاولة تعدي عليها سنة 2015، إلا أن السلطات حينها أوصت بوقف أي أشغال في الموقع الذي ذكر في الأطلس الأثري الجزائري المنجز من قبل «استيفان قزال» و الذي أشار إليه في الخريطة 26 ببوطالب، التي تمتد من وادي برهوم شرقا إلى وادي منايفة غربا و تحدها جنوبا الطريق الوطني 40 و شمالا المعرض.
كما أن مديرية القطاع بصدد مراسلة الوزارة، من أجل إرسال فرقة من الباحثين لمعاينة هذا التعدي، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الموقع و المحافظة عليه وفقا للقانون المتعلق بحماية التراث الثقافي رقم 04/98.
فارس قريشي