قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أول أمس، بتسليط عقوبة 12 سنة سجنا نافذا، في حق أحد أفراد شبكة وطنية مختصة في المتاجرة بالمخدرات، انطلاقا من الحدود الغربية، يبلغ من العمر 65 سنة، اتهم بنقل 47 كيلوغراما من المخدرات من وهران إلى عنابة، أثناء رحلة مموهة باصطحاب زوجته و ابنته معه.
فيما التمس ممثل الحق العام في حق المتهم، عقوبة 20 سنة سجنا، عن جناية حيازة و تخزين مخدرات بطريقة غير مشروعة قصد البيع في إطار جماعة إجرامية منظمة.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ 10 أكتوبر 2019، عندما وردت معلومات مؤكدة إلى مصالح فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بعنابة، مفادها قدوم سيارة مشبوهة من نوع «أوبال» تحمل ترقيم ولاية الجزائر من ولاية وهران باتجاه ولاية عنابة، على متنها كمية من المخدرات يقودها المسمی (م.ع 65 سنة) و بعد تكثيف التحريات، تبين أن المعني متواجد على مستوى مدينة برحال على متن سيارته، على الفور تم تشكيل دوريات مكثفة عبر المحاور المؤدية إلى بلدية برحال، مع غلق جميع المنافذ و إبلاغ جميع نقاط المراقبة الثابتة و المتحركة، سعيا لتوقيف تلك السيارة و على الساعة السادسة مساء، شوهدت سيارة نفعية من نوع «أوبال» مركونة بالشارع الرئيسي وسط مدينة برحال، فأثارت شكوك عناصر الدرك الوطني، بحيث كانت خالية من أي شخص لمدة زمنية، حيث تمت مراقبتها و الترصد لها من أجل التعرف على مالكها و في حدود الساعة السابعة و النصف مساء، تقدم منها شخص في الستينات من عمره، محاولا تشغيل محركها و في تلك الأثناء، تدخلت عناصر فصيلة الأبحاث المرفوقة بدورية من الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببرحال، أين تم توقيف المعني و بعد الاستغلال الأولي للمعني، أكد على أنه كان قادما من ولاية وهران و لما كان المعني في حالة ارتباك، فإن شكوك عناصر الدرك ازدادت، فتم تحويله إلى مقر فصيلة الأبحاث، من أجل تفتيش السيارة بدقة و بعد إخضاع تلك المركبة إلى التفتيش الدقيق بواسطة الثنائي السينوتقني المختص في المخدرات و بالحضور الدائم للمعني، أظهر الكلب البوليسي رد فعل واضح، مما دل على أنه على متنها كمية من المخدرات مخبأة بإحكام.
لتتم بعد ذلك مباشرة التفتيش اليدوي و بعد نزع الغطاء البلاستيكي لتجويف المركبة من الجهة اليمنى، خلف مقعد المرافق مباشرة، تم العثور على كمية من المخدرات مخبأة بإحكام، تتمثل في 12 رزمة مغلفة بشريط بلاستيكي شفاف، من بينها 11 رزمة ذات 10 صفائح، و رزمة واحدة ذات 6 صفائح و بعد مواصلة التفتيش الدقيق للسيارة، اتضح أن بها تجويف آخر على شكل صندوق يمتد من خلف الكراسي الأمامية باتجاه الصندوق الخلفي و الذي عثر فيه على 70 رزمة أخرى من المخدرات كل واحدة بها 5 صفائح باستثناء رزمة واحدة بها 4 صفائح ملفوفة بشريط بلاستيكي لاصق بني اللون و كل صفيحة من الصفائح المضبوطة تحمل صورة فهد و كلمة مطبوعة باللغة اللاتينية «jaguar» و قد قدر العدد الإجمالي لصفائح المخدرات المحجوزة بـ 465 صفيحة بوزن إجمالي قدره 47.4 كيلوغراما .
المتهم (م.ع)، اعترف خلال جميع مراحل التحقيق و أمام هيئة المحكمة، بأنه قام فعلا بنقل تلك الكمية من المخدرات من ولاية وهران إلى برحال و أن من كلفه بذلك هو المسمى ( ب.ع) المتواجد في حالة فرار، اتفق معه على تسليمه مبلغ 70 مليون سنتيم كمقابل لذلك و أنه بتاريخ 5 أكتوبر اتصل به هذا الأخير و أخبره بأن وقت العملية قد حان و أن هناك شخصا سيتصل به لتحميل سيارته بالمخدرات و أنه على الساعة العاشرة صباحا من نفس اليوم، اتصل به شخص و طلب منه أن ينتظره بالشارع الرئيسي لمدينة عيون الترك بوهران، كما سأله عن مواصفات سيارته و أنه تنقل إلى عيون الترك بناء على ذلك و ركن سيارته بالمكان المتفق عليه و بعد حوالي نصف ساعة، تقدمت منه سيارة من نوع «لوغان» على متنها شخصان، نزل أحدهما يبلغ من العمر حوالي 32 سنة و سأله حول ما إذا كانت تلك هي السيارة التي أخبره بشأنها المسمى ( ب.ع) فأجابه بنعم و أنه بعد ذلك طلب منه ذلك الشخص ترك مفاتيح السيارة بها و الترجل منها، ثم طلب منه انتظاره في أحد المقاهي و انطلق بالسيارة و أنه بعد حوالي ساعة من الانتظار، عاد ذلك الشخص على متن سيارته و أنه بعد ذلك عاد إلى منزله و اتصل بالمتهم ( ب.ع) و أعلمه بأن المخدرات قد تم شحنها على متن سيارته و أنه في صبيحة اليوم الموالي، سيقوم ببعض أعمال صيانة لسيارته من تغيير الزيت المحرك و مصفاة الزيت و ملء خزان الوقود، ثم أعادها إلى مكان ركنها الأول و بتاريخ 9 أكتوبر، انطلق رفقة زوجته و ابنته على متن سيارته باتجاه مدينة عنابة، سالكا الطريق السيار شرق / غرب»، ليصل إلى قرية عين شوقة ببرحال على حوالي الساعة السادسة صباحا من يوم 10 أكتوبر، أين أخذ قسطا من الراحة في البيت إلى غاية الساعة الثانية زوالا، ثم خرج على متن سيارته إلى وسط مدينة برحال، أين قام بركنها بالقرب من إحدى المقاهي إلى غاية الخامسة مساء، ثم تلقى اتصالا هاتفيا من المتهم ( ب.ع) و الذي أخبره فيه بأنه سيأتي إلى بلدية برحال لاستلام السيارة من أجل تفريغها من شحنة المخدرات، غير أن تدخل مصالح الدرك الوطني حال دون ذلك.
و أضاف المتهم (م.ع)، بأنه يقيم بقرية عين شوقة في بلدية برحال منذ حوالي 5 سنوات، كما يملك سكنا آخر ببلدية وهران و هو يقيم أيضا بمدينة وهران منذ حوالي 20 سنة و أنه يعرف المتهم (ب.ع) منذ الصغر.
حسين دريدح