عادت أمس، الحياة إلى خط نقل طلبة الجامعة المركزية بعنابة عبر القطار، من محطة وسط المدينة إلى سيدي عمار، بعد توقف دام سنة تقريبا بسبب الإجراءات الاضطرارية لمجابهة فيروس كورونا، حيث كانت أول رحلة في حدود الساعة السابعة و 10 دقائق، لضمان وصول الطلبة إلى المدرجات في الموعد المحدد، وفق البرنامج الاعتيادي الذي كان معمولا به قبل الجائحة، بالتنسيق مع إدارة جامعة باجي مختار.
واستحسن طلبة ومواطنون اقتربت منهم النصر، عودة نشاط قطارات الضواحي بعد أشهر من المعاناة ونقص وسائل النقل وتعطل مصالحهم، بسبب الوباء، إلى جانب دفع أموال إضافية من أجل استخدام سيارات الفرود، حتى أن الطلبة وجدوا صعوبة في الالتحاق بالجامعة في المواعيد المحددة لتلقي الحصص التطبيقية والمحاضرات.
وذكر زغبي سمير إطار بالمديرية الجهوية للنقل عبر السكك الحديدية بعنابة، أن القطار استأنف عمله تطبيقا لتعليمات الوزير الأول برفع الحظر على نشاط خطوط النقل عبر القطارات الجهوية، أين وضعت جميع الترتيبات لاستقبال طلبة الجامعة المركزية بسيدي عمار وفقا للبروتكول الصحي، من المحطتين الرئيسيتين، بالإضافة إلى المواطنين الذي يستخدمون نفس الوسيلة للتنقل من سيدي عمار وإلى وسط المدينة.
وأضاف زغبي بأن الإقبال على الرحلة سيعرف ارتفاعا بداية من اليوم، مع برمجة 6 رحلات انطلاقا من محطة وسط المدينة حسب التوقيف المحدد صباحا على السابعة و 10 دقائق و التاسعة و 10 دقائق، و على الحادية عشرة والنصف، أما مساء فحدد التوقيت على الواحدة وعشر دقائق زوالا و الثالثة و 10 دقائق، و الخامسة و 10 دقائق، و يعبر القطار 3 محطات، مرورا ببوخضرة البوني، شعيبة، وسيدي عمار وسط.
وسخرت المديرية الجهوية للنقل عبر السكك الحديدية بعنابة، جميع التدابير الوقائية، بفرض قياس درجة حرارة المسافرين عند دخولهم المحطة، و مرورهم عبر الرواق المخصص لهم، لتفادي الاحتكاك بالمغادرين، بالإضافة إلى وضع أجهزة لاستخدام محلول التعقيم قبل الصعود للقطار، ومنع استخدام مقاعد الجلوس بالمحطة، وذكر زغبي أنه تمت برمجة فتح كشك متعدد الخدمات، خاص بتوزيع الكمامات في حال نسيان مسافر الكمامة وتعذر عليه اقتناؤها من الخارج لضيق الوقت و وصول موعد الانطلاق، كما يعمل فريق خاص على تعقيم عربات القطار، مع تعيين مراقبين لفرض التباعد، واستخدام كرسي بدل اثنين.
وأكد المتحدث، بأن مؤسسة النقل عبر السكك الحديدية رخصت للطلبة وكذا المواطنين باستخدام بطاقات الاشتراك القديمة التي تبقى سارية المفعول إلى غاية تجديدها لاحقا، كما يمكن للطلبة الجدد الحصول على بطاقات جديدة، و يبلغ ثمن التذكرة بالنسبة للمواطنين الذين لا يملكون بطاقات اشتراك 30 دج. ويستوعب قطار عنابة – سيدي عمار المتكون من 6 عربات ما يقارب 200 راكب، ويسمح باستخدام نصف العدد تطبيقا للإجراءات الوقائية.
و تضم الجامعة المركزية بسيدي عمار أغلب المعاهد في الاختصاصات التكنولوجية، بتعداد يصل 20 ألف طالب، من أصل 50 ألفا موزعين على أربع أقطاب جامعية، كما يضمن قطار سيدي عمار الوصول إلى الجامعة في وقت وجيز عكس باقي وسائل النقل، بالإضافة إلى مجانية النقل تقريبا، بدفع مبلغ رمزي بداية العام، مقابل الحصول على بطاقة سنوية ترخص للطلبة الركوب دون الدفع نقدا. للعلم فقد توقف هذا القطار مع بداية الموسم الدراسي 2016 بسبب تعرض 3 عربات للحرق والتخريب، على إثر حادثة دهس، لكن سرعان ما عاد للعمل بعد تكفل المؤسسة بإصلاح العربات المحترقة.
في سياق متصل، أكد ذات المتحدث، عودة بعض خطوط الضواحي هي الأخرى للعمل بداية من اليوم، على غرار خط عنابة -برحال و عنابة – الشيحاني ويعد هذا الأخير حيويا إذ ينقل مئات المواطنين والعمال المقيمين بولاية الطارف، إلى مدينة عنابة صباحا. ومن المرتقب أيضا عدوة خطوط النقل عبر القطار ما بين الولايات نهارا، مع تأجيل استئناف الرحلات ليلا سيما التي تستخدم فيها المراقد، الى غاية ضبط الإجراءات الوقائية الخاصة بها.
حسين دريدح
