تشهد بلدية بن عزوز بولاية سكيكدة، في الآونة الأخيرة، تزايدا ملفتا لظاهرة نهب العقار الغابي المخصص للرعي من طرف بارونات العقار، من خلال الاستيلاء على عشرات الهكتارات بطريقة غير قانونية و تحويلها إلى بساتين للبرتقال و مختلف الأشجار المثمرة، تم تسييجها على أساس أنها ملكية خاصة غير مبالين بالقوانين التي تحكم هذا المجال أو بتحذيرات و تعليمات السلطات المحلية و محافظة الغابات بإخلاء هذه المساحات التي تخضع عملية استغلالها و توزيعها إلى إجراءات صارمة من طرف السلطات الوصية.
و أثار استيلاء هؤلاء الأشخاص على هذه المساحات الغابية و تسييجها، استياء كبيرا من طرف مربي الماشية بقريتي عين نشمة و الطرشاية، الذين اعتادوا استغلالها في رعي الأغنام و يعتبرونها أراض مخصصة للمرعى منذ سنوات طويلة، غير أن تسييج هذه الأراضي أصبح يشكل عائقا بالنسبة لهم و يحول دون مرور وصول قطيع الأغنام و الأبقار إلى تلك المرعى و هو ما يعتبرونه خسارة كبيرة جعلتهم يتوقفون عن نشاطهم مرغمين.
رئيس البلدية أوضح بأن ظاهرة نهب العقار الغابي و تحويله إلى بساتين موجودة بالفعل من طرف بعض الأشخاص، لكن الأمر تم حسبه بطريقة غير قانونية، ما دفع بمربي الماشية إلى الاحتجاج في الكثير من المرات للمطالبة بالتدخل لوضع حد لهؤلاء الأشخاص، مضيفا بأن القطرة التي أفاضت الكأس هو شروع أحد الأشخاص من الذين استولوا على هذه الأراضي في توسيع نشاطه في مساحات أخرى و هذا ما أثار حفيظة مربي الماشية و جعلتهم يعترضون على هذا التعدي الصارخ على الأراضي المخصصة للرعي و يشددون على الاستعجال في التدخل الفوري، بعد أن قام بغلق الطرق و المنافذ المؤدية للمراعي، مضيفا بأن العقار المستولى عليه تابع لمصالح الغابات و هي الجهة المخولة للتدخل و الفصل في هذه القضية.
من جهتها أكدت رئيس الدائرة، أن ظاهرة الاستيلاء على العقار الغابي، مست حوالي 38 هكتارا، تمت زراعتها بأشجار الحوامض من طرف عدة أشخاص، ما أدى إلى تعرية الغابة، مضيفة بأنها قامت بتبليغ القضية إلى والي الولاية، كما أن القضية تم تحويلها من طرف مصالح الغابات، مثلما قالت، للجهات القضائية.
في حين أكد محافظ الغابات، على أن مصالحه التقت، أمس، بجميع الأطراف التي لها صلة بالقضية و قد تم تقديم تقرير مفصل لوالي الولاية للفصل فيه. كمال واسطة