حذر رئيس المجلس المهني المشترك لشعبة الحليب بولاية الطارف ، سمير بن دريس ، من مغبة زوال الشعبة بالنظر إلى تقهقر الإنتاج خلال السنوات الأخيرة، بسبب جملة من المشاكل المهنية التي تعيق تطوير الشعبة و التي دفعت بعديد المربين إلى تعليق نشاطهم.
و أثار المسؤول في لقائه مع والي الولاية لطرح مختلف الانشغالات التي تعترض المهنة، مساء أول أمس، مشكلة نقص المراعي و تراجع المساحات الرعوية التي تبقى تؤثر سلبا على نشاط تربية المواشي و إنتاج الحليب سنويا، مشيرا إلى لجوء أغلب المربين لكراء الأراضي من الملاك الخواص و استغلالها كمراع لقطعان مواشيهم بمبالغ متفاوتة، في وقت كما يقول المتحدث، توجد فيه مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية التابعة للدولة، يمكن أن تمنح للمربين للحفاظ على نشاطهم لكن تحصل عليها أشخاص من خارج الولاية و دخلاء عن القطاع ، و هو ما يستوجب حسبه تدخل الوصاية لتسليط الضوء على هذه القضية، لإيجاد الحلول لمشكلة نقص المراعي، بهدف إعادة الاعتبار لنشاط إنتاج الحليب و تربية المواشي، بالنظر لخصوصية الولاية التي كانت تصنف فيه خلال سنوات خلت، في ريادة هذا المجال .
كما طرح رئيس المجلس المهني لشعبة الحليب، نقص الدعم الموجه للشعبة و المقدر بـ 42دينارا للتسويق نحو الملابن و12دينارا في اللتر كدعم الدولة و الذي تجاوزه الزمن وفق منظوره، مقارنة بارتفاع الأعباء وخاصة الأدوية والأعلاف.
زيادة على مطالبته بالكشف عن مصير المواشي والأبقار الحلوب لبرنامج الدعم و الأخرى التي تم منحها لأصحاب المؤسسات المصغرة و تم بيعها بنصف أسعارها لمربين من خارج الولاية، حيث تباع البقرة الواحدة من السلالة العصرية التي يقدر سعرها الحقيقي بـ50مليون سنتيم من قبل شباب استفادوا من أجهزة التشغيل، سوى بـ25مليون سنتيم و تشترى بأموالها سيارات، و هذا في غياب المتابعة من قبل الجهات المعنية، «في الوقت الذي تم استثني من الاستفادة من لديهم رغبة في تطوير نشاطهم و اقتحام مجال تربية المواشي و إنتاج الحليب».
كما تطرق المتحدث لمشكلة نقص و غلاء الأعلاف التي تضاعفت أسعارها في السوق بسبب المضاربة و سوء التسويق و غلاء الأدوية المعالجة التي يتم اقتناؤها من السوق السوداء، مع انتشار الأمراض الحيوانية التي كان لها انعكاسات على تراجع الإنتاج و الثروة الحيوانية .
ناهيك عن مشكلة التسويق التي يعاني منها بعض المربين وبعد نقاط ومراكز الجمع عنهم، ما يضطرهم لبيع إنتاجهم على حافة الطرقات و توجيه الباقي للاستهلاك الشخصي الذاتي، مستعجلا الأخذ بعين الاعتبار هذه المشاكل من أجل الحفاظ على مستقبل النشاط الرعوي و إنتاج الحليب بالولاية و ذلك بإشراك كل الفاعلين حسبه في حلحلة العوائق التي تعاني منها الشعبة و المهنيين بصفة عامة.
و قد وعد الوالي بالتكفل بالإشغالات المطروحة و بدراسة كل الجوانب التي تتعلق بالملف، حيث اتفق المسؤول على عقد لقاء آخر بحر الأسبوع الجاري مع المجلس المهني لشعبة الحليب، لتدارس كل القرارات و ما تم التوصل إليه من إجراءات عملية لإعادة الاعتبار لهذا النشاط الفلاحي .
نوري.ح