جندت مديرية الجزائرية للمياه بولاية برج بوعريريج، جميع فرقها التابعة للوحدات عبر الدوائر و البلديات، لعملية تصليح الأعطاب و إعادة تحديث قنوات و شبكات المياه المهترئة عبر أحياء بلدية البرج عاصمة الولاية، للحد من ظاهرة تسرب المياه و التقليل من الخسائر الناجمة عن ضياعها، لاسيما بالأحياء السكنية التي مازالت تعتمد على الشبكات القديمة .و أشارت المكلفة بالإعلام على مستوى المديرية الولائية للجزائرية للمياه، ، سليمة بودرواز، إلى أن هذه العملية، جاءت بعد تلقي مصلحة الزبائن و الإصغاء لعديد الشكاوى و التبليغات من قبل المواطنين، حول وجود تسربات للمياه و التي تزامنت كما قالت مع تدعيم حصص السكان و التغيير في برنامج التوزيع الذي أصبح بشكل يكاد يكون يومي و بتدفق عال، بعد تدعيم حصة مدينة البرج من مياه سد عين زادة بكمية إضافية قدرها 8 آلاف متر مكعب، الأمر الذي تسبب في تحطم أجزاء من القنوات القديمة و بالأخص في الصمامات البلاستيكية المهترئة، ما زاد من متاعب فرق الصيانة بالنظر إلى تجدد الأعطاب بها و تآكل أجزاء كبيرة من القنوات، مشيرة إلى تجنيد جميع الفرق على مدار اليومين الفارطين لتصليحها و القضاء على ظاهرة تسرب المياه عبر الطرقات و وسط الأحياء السكنية و التقليل من نسب ضياعها التي تصل ببعض المناطق إلى معدلات تفوق 40 بالمائة عبر شبكات التوزيع.و انطلقت الأشغال بعدما باشرت فرق المراقبة الليلية عملية إحصاء لمختلف النقاط السوداء و مواقع التسربات عبر جميع الأحياء السكنية، أين سجلت بكثرة على مستوى تعاونية 15 قطعة و حي 5 جويلية و أحياء 250 و 400 سكنا بالمنطقة الشمالية للمدينة، التي شهدت تسربات للمياه و ضياعها عبر البالوعات و بالمساحات المجاورة، قبل أن يتم التكفل بتصليح الأعطاب على مستوى الشبكات، عبر أغلب الأحياء و التجمعات السكنية، بتكليف فرق الصيانة و تجنيد جميع الفرق و العتاد من آليات الحفر و الشحن لإنجاح هذه العملية التي سمحت، حسب ذات المتحدثة، بتصليح مواقع التسربات عبر عديد النقاط و كذا على مستوى الأحياء السكنية التي تسجل بها نقاط سوداء، بالنظر لاهتراء قنوات المياه و شبكات التوزيع لقدمها، بالإضافة إلى تصليح القنوات الرئيسية، بعدد إجمالي يفوق 30 موقعا.مشيرة إلى تخصيص يومين فقط في هذه الحملة المركزة على مدينة البرج و ذلك للسماح لفرق الصيانة بإعادة بعث نشاطها عبر مختلف البلديات و التكفل بانشغالات المواطنين على مستوى البلديات الواقعة تحت وصايتها و فروع الوحدة بمختلف الدوائر على غرار وحدة رأس الوادي و مجانة و برج الغدير والحمادية .
زيادة على هذه الحملات، يعرف نشاط فرق الصيانة ببلدية البرج ضغطا كبيرا، بالنظر إلى قدم الشبكات و التأخر في رفع التجميد عن مشاريع إعادة التهيئة و تحديث الشبكات المقترحة منذ سنوات، بعد إجراء عملية تشخيص للشبكة، في وقت تتواصل فيه أشغال تصليح و ترقيع القنوات المهترئة يوميا، بمعدل يصل إلى 10 مواقع يوميا، ناهيك عن التأخر في إصلاح بعض الأعطاب و مواقع التسربات التي يتم التبليغ عنها من قبل المواطنين عبر خلية الإصغاء و مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة القنوات التي تشهد تسرب كميات هائلة من المياه، بالنظر إلى حالة الضغط و التشبع في برنامج الفرق المكلفة بالصيانة .
تجدر الإشارة، إلى انجاز دراسة تشخيصية للشبكة من قبل مكتب الدراسات الأجنبي «سوريكا» بالشراكة مع الجزائرية للمياه، قبل حوالي 10 سنوات، كشفت عن نسب ضياع كبيرة للمياه و تضرر الشبكة و قدمها بعديد الأحياء السكنية، مقترحة تخصيص اعتمادات مالية ضخمة لتحديث جميع القنوات المهترئة و القضاء على نسب الضياع بشكل نهائي، خاصة و أن مدينة البرج ورثت شبكات توزيع قديمة، منها من تعود إلى سنوات السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي و حددت مبلغ العملية بحوالي 500 مليار سنتيم، قبل أن يتم تجميد المشروع و الإفراج عن شطر منه بمبلغ 55 مليار سنتيم لإعادة تهيئة الشبكة و القنوات الرئيسية القديمة التي مرت على انجازها حوالي 4 عقود و تقسيم المشروع على 3 أجزاء، تشمل الأحياء السكنية الكبرى و التي كانت تسجل بها نسب ضياع تقدر بحوالي 42 بالمائة من إجمالي الكميات الموجهة لسكان المدينة، بما فيها إعادة تهيئة شبكة التوزيع من الخزانات المتواجدة بأعالي منطقة بومرقد إلى غاية مفترق الطرق شريفي و انجاز شبكات جديدة بحي شعبة الفار و وسط المدينة، بالإضافة إلى تحديد القنوات على مستوى القطاع د وحي 1044 قطعة و الأحياء المجاورة لها في الجزء الثالث من المشروع.
ع/بوعبدالله