يناشد سكان بلدية أولاد أحبابة في ولاية سكيكدة، السلطات الولائية و على رأسها الوالي، للتدخل بإعادة فتح العيادة متعددة الخدمات المتواجدة بقرية القنزوعة المغلقة منذ العشرية السوداء.
و ذلك من أجل تحسين الوضع الصحي بهذه البلدية المعزولة التي يعاني المرضى فيها من ظروف قاسية و يتم حملهم مثلما قالوا على الأكتاف، بينما الحوامل فيضعن مواليدهن في المنازل و في الطرقات، في ظل انعدام المناوبة الطبية بالمستوصف المتواجد على مستوى البلدية مركز و افتقاره لسيارة إسعاف، مطالبين بإرسال لجنة تحقيق للوقوف على حقيقة الوضع، منددين برفض مديرية الصحة الموافقة على المطلب.
السكان أكدوا في اتصالهم بالنصر، على أن الوضع الصحي على مستوى إقليم البلدية، لا يبشر بالخير في ظل النقائص الكثيرة التي يعاني منها المستوصف الوحيد، أهمها غياب المناوبة الطبية و ضيق المقر رغم توفره على أربعة أطباء عامين و طبيبي أسنان و خمسة ممرضين، لكن الخدمات الصحية تتوقف في حدود الرابعة مساء و لا يتم ضمان المناوبة الطبية، ما يجعل حالة المرضى في خطر بسبب انعدام المواصلات.
و ذكر المعنيون في هذا الخصوص، أن سيارة الإسعاف التي كان يتوفر عليها المستوصف، تم تحويلها قبل سنوات إلى الرتل المتحرك للحماية المدنية، ثم تحولت إلى مؤسسة الصحة الجوارية بسيدي مزغيش، ثم إلى عزابة.
و أمام هذا الوضع، يبقى المرضى عرضة لشتى الأخطار، لاسيما بالنسبة للحوامل، حيث يضع مواليدهن إما في المنازل أو على الطرقات في ظروف صعبة للغاية و هناك من فارقن الحياة بسبب انعدام المواصلات، مثلما هو الحال بقريتي البريدية و عين سلامات و القليل منهن من يجدن سيارة للتنقل إلى مستشفى الحروش على بعد 25 كلم و أزيد من 40 كلم على مستوى المشاتي و القرى.
كما يرى السكان أنه بات من الضروري إعادة فتح العيادة متعددة الخدمات المتواجدة بقرية القنزوعة، فهي الحل الكفيل بإنهاء متاعب المرضى، علما بأن هذه العيادة تم افتتاحها في 1987 لكن تم غلقها في العشرية السوداء و حولت إلى ثكنة عسكرية، ثم إلى مقر للحرس البلدي و بعدها شغلتها مديرية الشؤون الدينية و حاليا مغلقة.
مضيفين بأن المرفق الصحي كان يتسع لـ20 سريرا يتوفر على قاعة للولادة و مناوبة ليلية و استعجالات طبية و مخبر و حظيرة و مسكنين وظيفيين، حيث يحتاج فقط لإعادة ترميم و تهيئة.
و أشاروا إلى أن الانشغال تم رفعه إلى والي الولاية و رئيس البلدية و أبديا استعدادا لإعادة فتحه، لكن تبقى ذلك مجرد وعود لا غير.
كما يطرح السكان انشغالات أخرى تتعلق بانعدام الغاز و اعتبروا أن تخصيص شاحنة واحدة من قارورات غاز البوتان لا يلبي حاجيات أهالي المنطقة، بالإضافة إلى عدم ربط 250 عائلة تقيم في سكنات ريفية بالكهرباء و تدهور شبكة الطرقات التي فرضت عزلة، مثلما هو الحال لانعدام شبكة الهاتف و طالبوا بإعادة فتح مكتب البريد و الفرع البلدي لتخفيف المتاعب عن السكان.
رئيس البلدية اعترف بشرعية انشغال سكان القرية و أكد على أن البلدية قامت بانجاز بطاقة تقنية للعيادة متعددة الخدمات بقيمة مليار سنتيم و هي مستعدة لإعادة ترميمه، بينما المطالب الأخرى فمعالجتها تبقى وفق الأولوية و إمكانيات البلدية.
كمال واسطة