رافقت النصر إحدى فرق قمع الغش و مراقبة الجودة، التابعة لمديرية التجارة بولاية قسنطينة، في عملها اليومي المسطر لشهر رمضان، و كانت الوجهة صوب حي التوت و حي الإخوة عباس، للقيام بمعاينات فجائية لمحلات بيع المواد الغذائية و بيع اللحوم و المخابز، و كذا محلات بيع الحلويات و الزلابية ، و لم يخل محل منها من مخالفات في طرق العرض و البيع، و عدم احترام شرط النظافة كأهم عامل لحماية المستهلك، و صادفنا بعض الصور الصادمة كتلك المسجلة بمخبزة لتحضير و بيع الخبز و الحلويات
وهيبة عزيون
طماطم متعفنة لتحضير «البيتزا» و قوالب متسخة للحلويات
كانت وجهتنا الأولى حي التوت، و تحديدا مخبزة معروفة بالحي يتم بها تحضير و بيع الخبز بكل أنواعه، و كذا قوالب البيتزا و الحلوى طوال شهر رمضان. دخلنا رفقة عوني قمع الغش من الباب الخلفي للمخبزة، مباشرة صوب «منطقة التحضير»، كما يطلق عليها أعوان الرقابة، فوجدنا العمال منهمكين في تحضير الخبز و الحلويات، و سجلنا غيابا تاما للنظافة، فالعمال كانوا يرتدون ملابس متسخة، أما الأرضية، فكان لونها يميل إلى السواد، مع وجود بقايا العجين و الزيوت.
أما الجدران فكانت مليئة بالتشققات و خيوط العنكبوت، كما لاحظنا أن آلة العجن متسخة و جزؤها الخارجي تراكمت فوقه طبقة من الدهون، و بالقرب منها وضعت سلة القمامة دون غطاء، بينما كانت أكياس السميد و الفرينة ملقاة بالأرض بإحدى الزوايا.
توجهنا بعد ذلك نحو الجهة المقابلة التي خصصت لتحضير البيتزا و قوالب الحلوى، فوقفنا على خروقات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بشرط النظافة الذي كان غائبا تماما ، لاحظنا أن قطعة كبيرة من عجينة الحلوى كانت فوق طاولة المطبخ و الذباب يحوم و يحط فوقها، و بالقرب منها كان عامل يزين إحدى قوالب الحلوى بفاكهة الفراولة و أمامه إناء بلاستيكي كبير به كريمة الحلوى دون غطاء، و خلفه وضعت آلة صغيرة للعجن يبدو أنها لم تنظف منذ مدة طويلة، و هو حال الفرن الذي رصت فوقه قوالب البيتزا دون الاعتناء بطريقة حفظها .
بالجانب الآخر من الفضاء الواسع يوجد المطبخ و المرحاض اللذين يفتقران تماما لشرط النظافة، و خلال قيام أعوان المراقبة بتدوين كل هذه المخالفات، عثروا على صندوق كبير للطماطم التي تستخدم في تزيين البيتزا و بعد معاينتها، تم التأكد من تلفها، في حين تم طحن كمية كبيرة منها و وضعت في إناء بلاستيكي متسخ.
على ضوء كل ذلك حرر المراقبون محضرا قضائيا في حق صاحب المخبزة، كما تم تدوين كل التفاصيل في محضر و استدعاء مباشر للمعني إلى المديرية .
و أكد سمير لفوالة، رئيس فرقة التفتيش و قمع الغش، أن هذه المظاهر تتكرر يوميا خلال الخرجات التي يقومون بها، فشرط النظافة هو الحلقة الأضعف في مثل هذه النشاطات.
تهاون في الحفظ والتبريد
شملت الخرجة التفتيشية محلات البقالة وباعة الخضر و الفواكه بكل من حي التوت و الإخوة عباس، و على إثرها دون أعوان الرقابة جملة من المخالفات و حرروا بعض المحاضر و يتعلق أغلبها بطريقة حفظ المواد الغذائية، و عدم احترام درجة حرارة المبرد ، ما يسبب تلف الكثير منها، خاصة الأجبان و مشتقات الحليب.
كما أن أغلب الباعة قالوا أنهم لا يعلمون بدرجة الحرارة القانونية اللازمة للمبردات، و أوضح أعوان التفتيش أنها يجب أن تضبط في 6 درجات مئوية ، كما لاحظنا عدم صيانة المبردات ، و الأخطر هو لجوء بعض أصحاب المحلات لعزل قاطعة الكهرباء عن المبرد ليلا ، و تشغيله خلال ساعات النهار فقط، وهو حال تاجر بحي الإخوة عباس الذي تبين بعد قياس درجة حرارة المبرد الداخلية بواسطة جهاز فرق التفتيش، أنها في حدود 14 درجة مئوية ، فقام الأعوان بالتخلص من كل محتويات المبرد من علب الياغورت و الحليب و اللبن، لأنها تشكل خطرا على المستهلك، مع تحرير مخالفة و استدعاء المعني لمديرية التجارة، وبهذا الشأن قال مهدي آيت كاكي، رئيس فرقة التفتيش و قمع الغش أن التلاعب بأجهزة التبريد و عدم احترام شرط حفظ المواد الغذائية، خاصة سريعة التلف، منتشر بكثرة عند باعة المواد الغذائية.
كما أنهم لا يراقبون مدة صلاحية المنتجات، و قد عثر الأعوان على كميات من المواد الغذائية منتهية الصلاحية، و أخرى لا تحمل معلومات جول تاريخ الصنع وتاريخ انتهاء الصلاحية، مثل العجينة المورقة و بعض المشروبات و الزبدة و الياغورت .
وأفضت هذه الخرجة إلى تحرير أربعة محاضر قضائية، بسبب عدم احترام شروط الحفظ والتبريد، أما بالنسبة للقصابة، فأبرز المخالفات المسجلة خلال هذه الخرجة، هي عدم احترام مدة صلاحية اللحم المفروم و النقانق، و عدم احترام درجة حرارة التبريد القانونية.
18 فرقة مراقبة تقوم بخرجات يومية
في إطار مساعي مديرية التجارة لمكافحة مظاهر الغش من أجل حماية المستهلك خلال شهر رمضان، تم تسطير برنامج عمل مكثف وتجنيد مختلف المصالح التي خصصت فرق ميدانية تقوم بخرجات يومية لمراقبة مختلف النشاطات التجارية التي لها علاقة بأكل المواطن .
بالنسبة لمصلحة قمع الغش و مراقبة الجودة، تم تكوين 18 فرقة موزعة على مختلف القطاعات التابعة لبلدية قسنطينة ، تقوم بثلاث خرجات يومية صباحية مسائية و ليلية ، مع ضمان المداومة يومي عطلة نهاية الأسبوع.
و قال سمير لفوالة، رئيس فرقة التفتيش و قمع الغش في حديثه للنصر، أن نفس البرنامج يتم تطبيقه في كل بلديات الولاية من خلال مفتشيات المديرية الموزعة عبر 12 بلدية.
وأضاف مهدي آيت كاكي، رئيس فرقة للتفتيش، أن كل فرقة مسؤولة عن قطاع معين تخصه بخرجات يومية بالتناوب ، و كل 15 يوما يتم تغيير برنامج عمل الفرق و القطاعات المشرفة عليها، مع ضمان خرجات ليلية تبدأ من صلاة المغرب إلى غاية منتصف
الليل. و.ع