كشفت مديرية البيئة و مركز الردم التقني النفايات بولاية برج بوعريريج، عن أرقام رهيبة لظاهرة التبذير و الإسراف في استهلاك مادة الخبز، حيث أحصت جمع 22.27 طنا من الخبز المرمي و الفاسد عبر بلديات الولاية، منذ بداية شهر رمضان، من بينها كمية تقارب 9 أطنان على مستوى بلدية البرج لوحدها.
و استفحلت ظاهرة الإسراف في شراء الخبز بكميات تتجاوز حجم الاستهلاك اليومي للعائلات، ما يدفعها إلى التخلص من الكميات المتبقية برميها في محيط العمارات و أماكن تجميع القمامة، فيما يقوم عمال النظافة بجمع كميات تقدر بالقناطير يوميا و نقلها إلى مراكز الفرز، ناهيك عن الكميات التي يقوم بجمعها الموالون لتحويلها إلى أعلاف، حيث يقوم عشرات الشباب يوميا بالتنقل بين الأحياء السكنية و الشوارع لجمع الخبز (اليابس) المترامي بأطراف السكنات و العمارات و نقلها على متن مركبات لمراكز التجميل و الفرز لإعادة بيعها بالميزان.
و أشار رئيس جمعية حماية المستهلك، إلى أن شراهة المواطنين تزداد خلال الشهر الفضيل لجميع أنواع المأكولات من مختلف الأطباق و الحلويات و مادة الخبز التي يتفنن الخبازون بمناسبة شهر رمضان في تقديمها بأشكال و أنواع مختلفة، ما يزيد من الإقبال عليها، خاصة و أن أسعارها مدعمة و في متناول الجميع، مقارنة بالمواد الغذائية الأخرى التي تعرف لهيبا في الأسعار.
كما أضاف المتحدث، بـأن هناك عدم تنظيم للمشتريات من قبل العائلات، حيث يقوم أكثر من فرد من الأسرة الواحدة بشراء كميات من الخبز تتجاوز الاستهلاك اليومي للعائلة و بشكل يكاد يكون يوميا، ما يؤدي عادة إلى تخزين الفائض عن الاستهلاك و التخلص منه فيما بعد، لعدم الحاجة إليه و عدم صلاحياتها للاستهلاك.
في وقت يبقى عدد العائلات التي تستعمل الخبز اليابس في تحضير أطباق أخرى جد محدود، ما يحتم عليها ترشيد الاستهلاك و تنظيم مشترياتها لما لهذه الظاهرة من انعكاس سلبي على الاقتصاد الوطني و خسائر تقدر بالملايير سنويا.
و يسجل تزايد في التبذير على الرغم من حملات التحسيس التي تسارع إليها مديرية التجارة بالتنسيق مع مختلف الشركاء و جمعيات حماية المستهلك، لترشيد الاستهلاك في مختلف المواد الغذائية و بالأخص مادة الخبز، لكنها تبقى غير مجدية بنسبة كبيرة، كما تحولت هذه الظاهرة إلى موضوع على منابر المساجد، حيث نبه الأئمة في خطبهم و مداخلاتهم عبر وسائل الإعلام، إلى تنافي ظاهرة التبذير و الإسراف مع قيم الدين الحنيف و تعاليمه و أخلاق المسلم، كما دعوا إلى ترشيد النفقات و القناعة للحفاظ على هذه النعم.
ع/ بوعبدالله