تحول مشروع تهيئة شارع التطوع، أحد أشهر شوارع مدينة قالمة، إلى مصدر اهتمام كبير للسكان و حماة البيئة، حيث يكتسي هذا الشارع الذي بني على أنقاض وادي السخون منتصف الثمانينات، أهمية كبيرة من الناحية التجارية و السياحية و الديموغرافية، لكنه ظل يعاني من التدهور و الفيضانات و النفايات.
و ينتاب سكان المدينة قلق كبير تجاه الهندسة المعتمدة، حيث بدأت مؤشرات اكتساح الخرسانة لمساحات واسعة من الشارع تظهر بوضوح و خاصة قرب المحطة البرية، أين تعمل فرق الإنجاز على سكب المزيد من الاسمنت على جانبي الشارع، لتغطية مساحة هامة من الأرضية الترابية التي يأمل السكان في تحويلها إلى مساحات من الأشجار و العشب الطبيعي الأخضر، لإضفاء الجمال على المدخل الشمالي للمدينة التاريخية العريقة، التي تعاني من تراجع المساحات الخضراء و النفايات و التصحر و خاصة بالضواحي الشعبية و على امتداد شارع التطوع الذي يقسم المدينة القديمة إلى نصفين تقريبا.
وتحاول إحدى الشركات العاملة بمواقع في شارع التطوع، إدخال تعديلات على هندسة المشروع، بالإبقاء على مزيد من المساحات الخضراء و إنشاء فضاء للراحة والاستجمام وهي تنتظر موافقة مديرية التعمير و مكتب الدراسات الذي صمم هندسة المشروع المعتمدة على الأرصفة و الخرسانة المطبوعة و بعض أشجار الفيكيس ريتيزا وسط الشارع المزدوج. و اختفت الحجارة المصقولة وقطع التبليط الملائمة للبيئة من عدة مواقع على امتداد الشارع الكبير، الذي استهلك مبالغ مالية كبيرة على مدى السنوات الماضية، دون أن يتحسن حاله ويصير تحفة هندسية وسط المدينة. وأنشأت ولاية قالمة قبل عامين تقريبا، فرقة أسمتها «قالمة خضراء» تتولى مهمة العناية بالأشجار و المساحات الخضراء، من خلال الصيانة و السقي و الحماية، لكن هذه الفرقة تواجه متاعب كبيرة على ما يبدو و لم تعد قادرة على تنفيذ برنامج السقي اليومي و صيانة العشب الطبيعي و غرس المزيد من الأشجار بالمدينة و القضاء على الحشائش البرية التي اكتسحت الأحياء السكنية و المداخل الرئيسية للمدينة. وقد انطلق بمدينة قالمة مشروع كبير لبناء أنظمة الإنارة و تعبيد الشوارع و تهيئة الساحات العامة و القضاء على التسربات المائية و النفايات. وقال والي الولاية في وقت سابق، بأنه يسعى لإعادة تلك الصورة المشرقة التي كانت عليها المدينة قبل 34 عاما، عندما حصلت على الجائزة الوطنية لأجمل و أنظف مدينة في البلاد، قبل أن يتدهور حالها و تفقد تلك المكانة و الجمال بسبب فوضى العمران و تراجع الاهتمام بالهندسة الحضرية و المساحات الخضراء و الإنارة و الطرقات و الساحات العامة.
فريد.غ