عقد والي قالمة، كمال الدين كربوش، يوم الثلاثاء، لقاء جمع مدراء الجامعة و الصناعة و مركب الدراجات النارية و تطبيقاتها «سيكما»، لبحث سبل تطوير الإنتاج بعملاق الدراجات بالجزائر الذي يواجه تحديات كبيرة أوصلته إلى حافة الانهيار، بسبب تراجع الإنتاج و المنافسة الأجنبية المستحوذة على السوق الوطنية و أزمة الديون الخانقة لدى البنوك و صناديق الضمان.
و اتفق المجتمعون على ضرورة بعث نشاط المركب و إشراك جامعة 8 ماي 1945 في مشروع التطوير الذي يعول عليه كثيرا لإنتاج أنواع جديدة من الدراجات ذات مواصفات تكنولوجية و قدرة على منافسة الدراجات النارية الأجنبية التي اكتسحت السوق الوطنية في السنوات الأخيرة و قضت على فرص تسويق دراجات سيكما القديمة التي أدخل عليها المهندسون بعض التعديلات، لكنها لم ترق إلى نوعية الدراجة الأجنبية.
و كان مركب الدراجات و الدراجات النارية و تطبيقاتها، قد أبرم اتفاقا مع جامعة 8 ماي 1945 قبل 3 سنوات تقريبا، لتطوير دراجة نارية من نوع «سكوتار»، لكن المشروع لم يتحقق على أرض الواقع بسبب عقبات كبيرة بينها التمويل.
و يتوقع إعادة بعث هذه الاتفاقية من جديد و الاستفادة من البحث العلمي لإنتاج أنواع جديدة من الدراجات النارية و فتح مجال للمنافسة و التسويق و إنعاش خزينة المركب و إنشاء مناصب عمل جديدة.
و يعيش مركب الدراجات بقالمة، على طلبات الدوائر الوزارية التي تستعمل منتجات سيكما مثل مديريات البريد و مديريات الشؤون الاجتماعية و قطاعات أخرى تستعمل بعض أنواع الدراجات الموجهة للنشاطات التجارية و الحرفية و ذوي الاحتياجات الخاصة.
و قد دخل المركب مرحلة الإنتاج في بداية السبعينيات، بتعداد تجاوز الألف عامل و قدرة إنتاجية كبيرة غطت السوق الوطنية بالدراجات الهوائية و الدراجات النارية الصغيرة و كانت دائرة التطوير بالمركب، تعمل على مواكبة السوق الوطنية و مواجهة المنافسة الأجنبية، من خلال برامج التطوير المتواصلة و بعد أن تراجع الاهتمام بهذه الدائرة التي كانت تضم خيرة المهندسين، توقف مشروع التطوير و بقي الإنتاج القديم سائدا لعدة سنوات، مما أدى إلى تراجع المبيعات و بداية مرحلة العجز المالي و الركود و إعادة الهيكلة و الإعانات المالية و تراكم الديون و تسريح الموظفين و كاد عملاق الدراجات النارية أن يتحول إلى هيكل بلا روح و هو ينتظر اليوم شراكة حقيقية تعيده إلى الحياة من جديد بمنتوج تكنولوجي متطور.
و تتوفر جامعة قالمة على مخابر متطورة في مجال الميكانيك و الإليكتروميكانيك و كوادر بشرية يعول عليها كثيرا في مشروع التطوير بمركب سيكما، الذي انتظر سنوات طويلة للخروج من الأزمة، من خلال مساعي البحث عن شركاء وطنيين و أجانب لكن دون جدوى.
فريد.غ