دعت نقابة الأساتذة بجامعة محمد البشير الابراهيمي بولاية برج بوعريريج، الطلبة الذين شنوا إضرابا عن الدراسة و قاموا بغلق الجامعة، للتفريق بين حق الإضراب المكفول قانونا و الغلق المتعمد للكليات و المعاهد، الذي يحرمهم من حقوقهم، داعين الوصاية إلى التحرك بفتح أبواب الحوار و توفير الظروف المساعدة على الاستقرار بالجامعة، كما نددوا بما يتعرض له الأساتذة من مضايقات و تعنيف لفظي و جسدي .
و رفع المشتكون من الأساتذة المنضويين تحت لواء الاتحادية الوطنية للتعليم العالي و البحث العلمي، في البيان الختامي لاجتماع أعضاء الفرع النقابي، جملة من المطالب و المقترحات الموجهة إلى التنظيمات الطلابية و إدارة الجامعة، كان من أبرزها التذكير بأن الإضراب حق مكفول قانونا باعتباره وسيلة للنضال و المطالبة بالحقوق لجميع أفراد الأسرة الجامعية و حتى الأساتذة، مطالبين بالتفريق بين هذا الحق و غلق الجامعة و حرمان الأساتذة و الموظفين من الدخول بقوة.
واستنكر الفرع النقابي، حسب ما ورد في ذات البيان، تعرض بعض الأساتذة لما وصفوه بالمضايقات والاعتداءات اللفظية و الجسدية بشكل وصف بغير المقبول، مضيفين بأن مثل هذه التصرفات مرفوضة في فضاءات العمل و الجامعة، خاصة و أنهم منعوا بالقوة من دخول الحرم الجامعي، ما يتنافى بحسبهم مع النظام الداخلي للجامعة، كما طالبوا باتخاذ إجراءات صارمة ضد مرتكبي مثل هذه التصرفات و السلوكات العنيفة، حيث بات ضروريا و وجب حسب ما طالب به الأساتذة من إدارة الجامعة و الوزارة الوصية، التدخل لحمايتهم من مثل هذه الاعتداءات و السلوكات غير المبررة.
كما دعوا الطلبة لاعتماد أساليب عقلانية في الدفاع عن حقوقهم و انشغالاتهم، بعيدا عن المساس بمكانة و كرامة الأستاذ، مشيرين إلى تسجيل عديد النقائص في طريقة التعليم عن بعد و المعتمدة منذ ظهور وباء كورونا كوفيد و ما تبعها من إجراءات الوقاية و مطلب التباعد للحد من انتشار العدوى، التي لا يتحمل مسؤوليتها و نتائجها الأستاذ لوحده، مؤكدين على أهمية فرق التكوين و اللجان البيداغوجية و مخرجات اجتماعاتها، لدراسة المشاكل و الانشغالات وفقا لبرامج التكوين و القوانين الوزارية المنظمة للعملية البيداغوجية.
وأشار الفرع النقابي، إلى التبعات السلبية للتأخر المسجل في تنفيذ الرزنامة البيداغوجية، باعتبار أنه قد يزيد من الأعباء البيداغوجية للأستاذ و انحصار الوقت المتاح، لاسيما بالنسبة للطلبة المقبلين على التخرج، مما يجعل التفكير في تأجيل كل الأنشطة البيداغوجية إلى الدخول الجامعي المقبل أمرا محتوما .
من جانبه أكد مدير الجامعة، على أنه من حق الأستاذ العمل في ظروف مناسبة، غير أن الظروف البيداغوجية الناجمة عن الأزمة الصحية و التعليم عن بعد، تسببا في تراجع تحصيل الطلبة، ما يستدعي التفهم و التعامل بحكمة مع الوضع و تفادي التصعيد الذي لا يخدم أحدا، مضيفا بأن الإدارة تعمل على تقريب وجهات النظر و الاعتماد على الحوار و التشاور المستمر و المتواصل مع الطلبة و الأساتذة، واصفا ما تطرق إليه بيان الأساتذة من اعتداءات و مضايقات، بالحالات المعزولة التي لا يمكن تعميمها على الوضع العام بالجامعة .
و قد سبق للتنظيمات الطلابية، أن أعلنت عن شن إضراب عن الدراسة منذ الأسبوع الفارط و نفذت حركتها الاحتجاجية بغلق جميع الكليات و المعاهد، مبدية استياءها من تعامل إدارات بعض الكليات مع الطلبة و النقاط الكارثية التي تحصلوا عليها، خصوصا في الأعمال الموجهة التي ارتكز التقييم فيها بحسبهم على الحضور، في حين أن الوزارة الوصية و بالنظر إلى الوضع الصحي و أزمة كورونا، جعلت حسب ما ضمنوه في بيانهم، الحضور اختياريا، في ظل توفير منصة التعليم عن بعد التي سجلت بها عديد النقائص حسب الطلبة المحتجين .
ع/بوعبدالله