أحصت اللجنة المكلفة بتقييم أضرار و انعكاسات الجفاف على الموسم الفلاحي، بولاية برج بوعريريج و بالأخص محاصيل الحبوب من قمح و شعير، تضرر مساحات واسعة قاربت 43 ألف هكتارا من محصول القمح لوحده، أي ما يعادل ثلاثة أرباع المساحة المزروعة بالولاية، في حين قدرت المساحة المتوقع أن تشملها حملة الحصاد، بحوالي 14 ألف هكتار بمعدل أقل من 6 قناطير في الهكتار و هو ما يشير إلى التراجع الكبير في منتوج القمح و المحاصيل
الفلاحية بالولاية.
و تتوقع مديرية المصالح الفلاحية، حسب ما قدمه مسؤولوها في مختلف الشروحات لوالي الولاية، خلال إشرافه على انطلاق موسم الحصاد و الدرس بإحدى المستثمرات الخاصة ببلدية الحمادية، يوم أمس، أن يعرف منتوج الحبوب بجميع أنواعه تراجعا غير مسبوق خلال الموسم الحالي، بالنظر إلى شح تساقط الأمطار خلال فترات نمو المحاصيل و موجة الجفاف التي تعاني منها الولاية لسنوات، فضلا عن التبعية المناخية للقطاع و الانكماش الكبير في المساحات المسقية منذ سنوات، بالنظر إلى عدم استلام محطة تصفية و معالجة المياه المستعملة و تجميد رخص حفر الأنقاب و الآبار، بما فيها الآبار المستعملة في السقي و النشاطات الفلاحية .
كما تشير توقعات المديرية الوصية، إلى تسجيل تراجع كبير في منتوج الحبوب، في ظل تضرر مساحات واسعة من الأراضي المزروعة، التي قدرت مساحتها الإجمالية المتضررة بحوالي 52 ألف هكتار، من بينها 43 ألف هكتار من القمح، 39 ألف هكتار من الأراضي المزروعة بالقمح الصلب و 4 هكتارات قمح لين و 9 هكتارات من الأراضي المزروعة بالشعير، حيث لم تشملها عملية الحصاد بالنظر إلى تأخر نموها، ما جعل ملاكها يحولونها إلى مساحات للرعي، في حين قدرت المساحة القابلة للحصاد بحوالي 20 ألف هكتار، من بينها 15 ألف هكتار من محاصيل القمح و 5 هكتارات مزروعة بالشعير، ما جعل توقعات الإنتاج هي الأخرى تتدحرج من معدلات تتراوح بين 400 ألف قنطار إلى 900 ألف قنطار خلال السنوات الفارطة، إلى توقعات بتحقيق منتوج لا يتعدى 82 ألف قنطار من القمح الصلب و أزيد من ألفي قنطار من القمح اللين و حوالي 33 ألف قنطار من الشعير في أفضل الأحوال.
زيادة على ذلك، تشير التوقعات إلى انكماش في الكمية المرتقب جمعها من محاصيل الحبوب إلى أقل من 60 ألف قنطار، خلال هذه السنة، في وقت تقدر قدرات التخزين و الجمع بالولاية، بأزيد من 2 مليون قنطار على مستوى تعاونية الحبوب و البقول الجافة ببلدية عين تسيرة، بطاقة تخزين تصل إلى 420 ألف قنطار و مخازن التعاونية على مستوى عاصمة الولاية، بطاقة تفوق 1.5 مليون قنطار، بالإضافة إلى أزيد من 20 ألف قنطار بمجمعات الحبوب ببلدية بئر قاصد علي.
و اعترف الوالي بتسجيل موسم فلاحي صعب و تضرر كبير من حيث الإنتاج الفلاحي، بسبب شح المياه و تناقص معدلات التساقط خلال فترات نمو المحاصيل، ما أثر بصفة سلبية على المردود و المنتوج الفلاحي، مقارنة بالعام الماضي الذي فاق فيه الإنتاج 400 ألف قنطار، كما أكد خلال حديثه مع الفلاحين، على تباحث إستراتيجية مناسبة و وضع طريقة ناجعة لمعالجة هذه الوضعية و بالأخص البحث عن حلول للخروج من التبعية المناخية للقطاع قصد تحسين واقع الفلاحين و حمايتهم من هذه التقلبات في معدلات الإنتاج، التي عادة ما تتسبب في خسائر كبيرة.
و كشف عن إعطاء تعليمات لإجراء عملية تشخيص و مسح شامل للآبار و الأنقاب و دراسة و تحديد مخزون المياه الباطنية على مستوى الولاية، لمضاعفة المساحات المسقية، فضلا عن التعجيل باستغلال كميات المياه المعالجة، على مستوى محطات تصفية المياه المستعملة لاستغلالها في عمليات السقي، حيث ينتظر استلام محطة التصفية بالمدخل الجنوبي لمدينة البرج التي تأخرت عملية تأهيلها و إعادة تهيئتها لعدة سنوات، للتخفيف من معاناة الفلاحين من شح المياه و حالة الجفاف، من خلال تخصيص كميات المياه المعالجة لعمليات السقي في الحوض الجنوبي للولاية الذي يشمل بلديات الحمادية القصور و العش.
و قال الوالي، بأن قضية تعويض الفلاحين المتضررين جراء الجفاف و دعوة المكتب الولائي لاتحاد الفلاحين بوضع الولاية من بين الولايات المنكوبة فلاحيا، يحتاج إلى دراسة، مضيفا بأن مسألة التعويضات تعود إلى عمليات التأمين التي لا بد أن يتقيد بها أصحاب المستثمرات و الفلاحين، مضيفا بأن مصالحه تولي أهمية القطاع الفلاحة و تبحث عن الصيغ المناسبة للدعم الفلاحي.
ع/ بوعبدالله