نفت مؤسسة الجزائرية للمياه بسطيف، كل المعلومات التي تحدثت عن تغيير برنامج توزيع المياه لصالح ساكنة البلديات الممونة من سد موان مثل: سطيف، العلمة، عين عباسة و الأوريسيا.
و أكدت مصالح المؤسسة، على أنها لن تحدث أي تغيير في الوقت الراهن، من خلال مواصلة الاعتماد على برنامج يوم بيوم (1/2)، بل و الأكثر من هذا، فقد صرحت خلية الإعلام لهذه المؤسسة، بأن الجهود قائمة في سبيل تحسين طريقة التوزيع لصالح البلديات المذكورة.
وجاءت هذه التوضيحات من قبل مصالح الجزائرية للمياه، بعد الأخبار التي تناولتها عدة صفحات في المواقع الاجتماعية، عن تغيير المؤسسة لبرنامج التوزيع لعدد من البلديات الرئيسية صاحبة الكثافة السكانية الكبيرة مثل سطيف و العلمة و ذلك من خلال إتباع طريقة التوزيع مرة واحدة كل ثلاثة أيام، بسبب التراجع الكبير المسجل في منسوب مياه سد الموان.
و في نفس السياق، صرح المدير الجهوي للسدود، كمال مقراني، في حديث لإذاعة سطيف المحلية، بأن مصالحه تطمئن مواطني عاصمة الهضاب العليا بوفرة المياه الصالحة للشرب بسد الموان، مضيفا بأن مصالحه و بالتنسيق مع وحدة الجزائرية للمياه، بإمكانهما الحفاظ على نظام التوزيع الحالي بصورة منتظمة إلى غاية نهاية شهر أكتوبر القادم، مشيرا إلى أن مخزون السد حاليا في حدود 11.5 مليون متر مكعب، مع التأكيد على أن الطاقة الاستيعابية الإجمالية لهذا السد، تقدر بـ 148 مليون متر مكعب.
و بسبب البحث عن إيجاد الحلول المستعجلة خوفا من حدوث أزمة عطش حادة في فصل الصيف الحالي، قام مدير الموارد المائية لولاية سطيف، رفقة رئيسة دائرة بني ورتيلان الشمالية الخميس الماضي، بزيارة إلى عدد من المناطق الشمالية، للوقوف على سير الأشغال الخاصة بمدى تقدم مشروع تزويد البلديات الشمالية بالمياه الصالحة للشرب من سد "تيشي حاف" الواقع في ولاية بجاية المجاورة، حيث وقف المسؤولون على التطور الملحوظ في عملية الإنجاز بداية من محطة الضخ المتواجدة بقرية "بني عشاش" في بلدية عين القراج و التي تقدمت فيها الأشغال بنسبة 85 بالمائة، في حين أن محطة الضخ الثانية المنجزة بمشتة "بني حافظ" في نفس البلدية، بلغت نسبة 60 بالمائة و يعود التأخر الحاصل إلى توقف الأشغال في الفترة السابقة، نظرا لاعتراضات السلطات المحلية على طريقة عمل الشركة المقاولة "كوسيدار"، قبل استئنافها مجددا بعد حل الإشكال الحاصل.
و عاين مدير الموارد المائية محطة الضخ الثالثة الواقعة ببلدية بني ورتيلان و الواقعة بالضبط في المنطقة المسماة "عباد الشريف"، حيث لا تزال الأشغال متوقفة هناك، بسبب اعتراضات المواطنين على إقامة هذا المشروع الضخم الذي يدخل ضمن مشاريع التحويلات الكبرى، بعد التأخر في حصولهم على التعويضات المالية من قبل السلطات العمومية.
وحسب تأكيدات الجهات الوصية، فإن التعويضات قد تم صبها في الخزينة العمومية و ستشرع العائلات المعنية في التعويض بسحبها قبل استئناف الأشغال من جديد.
وحسب تأكيدات السلطات المحلية بدائرة بني ورتيلان، فإنه لولا اعتراضات المواطنين، لانتهت الأشغال بنسبة مائة بالمائة في جميع المحطات و تم تسليم المشروع رسميا قبل نهاية السنة الجارية 2021.
نحو وقف التموين من خزان حي تيملوكة
من جهة أخرى أكدت الجزائرية للمياه بولاية سطيف، التوجه نحو وقف التموين بالمياه انطلاقا من خزان حي تيملوكة بعين آرنات.
ويطالب سكان الحي من السلطات الوصية و على رأسها وحدة الجزائرية للمياه بولاية سطيف، بضرورة وضع حد لاستغلال الخزان المائي الوحيد المتواجد في المنطقة و ذلك خوفا من تسببه في مخاطر صحية بسبب انتشار الأوساخ قرب محيط الخزان، مع انتشار الحيوانات الضالة في المكان المهجور الذي يتواجد به.
و حسب سكان الحي، فإن الخزان تم إنجازه منذ سنوات طويلة جدا و مصنوع من الحجارة و بسبب قدمه، فقد تعرض في السنوات الماضية إلى تشققات في مختلف أجزائه، ما تسبب في تسجيل تسرب كميات معتبرة جدا من المياه، دون استغلالها وتوزيعها على المواطنين و استدعى قدوم الجهات المعنية التي أقرت منذ سنة 2017 إنجاز خزان مائي جديد لصالح المنطقة، دون الاستمرار في استغلال الخزان القديم، لكن ذلك لم يتجسد واقعيا لأسباب يجهلها سكان الحي و الذين باتوا لا يستغلون المياه القادمة من الخزان للشرب بل يستعملونها فقط في الغسل.
و خصص هذا الخزان لتزويد خمس مناطق كاملة من بلدية عين أرنات بالمياه، و هي: تيملوكة، الحشيشية، مطار الثامن ماي، خلفون و المنطقة الصناعية.
و أكدت مصالح وحدة الجزائرية للمياه بسطيف، أن نوعية مياه هذا الخزان صالحة للشرب، لأنها تقوم دوريا بمعاينتها، لكن هذا لم يمنعها من التأكيد على أنها ستتوقف عن استغلال هذا الخزان في القريب العاجل، بسبب التشققات الكثيرة في معظم أجزائه، ما يتسبب في تضييع كميات معتبرة من المياه، خاصة في ظل الظرف الخاص الذي تمر به ولاية سطيف و بقية ولايات الوطن، بسبب الجفاف و شح تساقط الأمطار على المنطقة في فصل الشتاء الماضي و هو ما انجر عنه تراجع في منسوب المياه الجوفية و مياه السدود.
أحمد خليل