قامت، مؤخرا، محافظة الغابات بولاية الطارف، باسترجاع حوالي 500 هكتار من المساحات الغابية التابعة لأملاك الدولة، تمت تعريتها و الاستيلاء عليها من قبل عشرات الأشخاص ببلدية بالريحان و استغلالها بطريقة غير شرعية في إنتاج المحاصيل الموسمية، خصوصا فاكهة «الدلاع» الذي تشتهر به المنطقة لجودته و طعمه المميز و المسقي بالمياه الجوفية للصماط المائي «بوقلاز « ذو المذاق العذب.
وذكر مصدر مسؤول بمحافظة الغابات في تصريح «للنصر «، أمس، بتجنيد مصالحه لكل الإمكانيات المادية والبشرية بالتنسيق مع المصالح الأمنية المختصة، لملاحقة وردع المخالفين المتورطين في تعرية الغطاء الغابي والاعتداء على الأملاك الخاصة التابعة للدولة،مع تحويل ملفات 30شخصا على العدالة وتأسس مصالح الغابات كطرف مدني للمطالبة بالتعويضات و هذا بعد أن استفحلت الظاهرة في السنوات الفارطة أمام لجوء بارونات من مافيا الدلاع أغلبهم غرباء، من خارج الولاية الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأملاك الغابية التي تم قطع أشجارها و تعرية غطائها النباتي وتسييجها وتحويلها دون وجه حق إلى مساحات فلاحية موسمية منتجة لفاكهة الدلاع الذي يكثر عليه الطلب في هذا الفصل بحثا عن تحقيق الربح السريع.
وقال المصدر ، بأن الفراغ القانوني والأحكام الصادرة في حق المخالفين و التي تتجلي في الغرامات المالية، يبقى وراء تنامي ظاهرة تعرية الغطاء النباتي و الاعتداء المتواصل على الأملاك الخاصة التابعة للدولة، مما يتطلب مراجعة في القانيين الحالية تماشيا مع ما يجري في الميدان من تجاوزات ترتكب في حق الأملاك الغابية، كاشفا في سياق متصل، عن إجراءات مستعجلة للتصدي للظاهرة، ترتكز على القيام بعمليات مداهمة فجائية للمناطق الغابية التي تعرف تفشيا لتعرية غاباتها واستغلال مساحاتها في إنتاج المحاصيل الفلاحية الموسمية خاصة فاكهة الدلاع و كذا نقل وتحويل المسؤولين على مقاطعة الغابات الذين ثبت تقاعسهم في التصدي و محاربة ظاهرة التعرية و الاعتداء على الأملاك الغابية، في حين تقرر إعادة تشجير كل المساحات الغابية التي تمت تعريتها ببلدية بريحان على وجه الخصوص، ضمن برنامج التشجير الذي يستهدف غرس حوالي 2000هكتار .
وكان أعضاء المجلس الشعبي الولائي في دورتهم الأخيرة، نهاية الأسبوع الفارط، قد دقوا ناقوس الخطر أمام استفحال ظاهرة تعرية الغطاء الغابي ببلدية بريحان والتي وصفوها بالجريمة التي ترتكب في حق الثروة الغابية والطبيعية ، مشيرين إلى تورط غرباء من خارج الولاية في غرس الدلاع، محذرين من الخطر الذي يتربص بالأملاك الغابية في الولاية التي تتعرض حسبهم لعملية إبادة حقيقية وهو ما يتجلي في تعرية مساحات شاسعة والاستيلاء على مئات الهكتارات من الأملاك الغابية واستغلالها بطريقة غير شرعية في غرس الدلاع الذي بات تجارة مربحة ونشاطا يستقطب العشرات من خارج الولاية.
فيما قال محافظ الغابات، منذر ونادة، بأن مصالحه تتدخل في كل مرة لتطهير الأملاك الغابية المستولى عليها دون وجه وتحويل المخالفين على العدالة وإتلاف المحاصيل وحجز المعدات التي يتم العثور عليها في عين المكان، مضيفا بأن هناك تنسيق مع الجهات الأمنية و القضائية تحت متابعة السلطات المحلية لمحاربة الظاهرة و ملاحقة المجرمين و تحويلهم للعدالة.
معلنا عن تحويل ملفات أزيد من 170 شخصا منذ بداية السنة على العدالة بعد أن تم توقيفهم بسبب التعدي على الأملاك الخاصة للدولة سواء ما تعلق بالتعرية، قطع الأشجار، الرعي غير الشرعي و مزاولة أنشطة فلاحية دون ترخيص و غيرها .
نوري.ح
