سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية الطارف، منذ انطلاق موسم الاصطياف في الفاتح جويلية و إلى غاية 9 من الشهر الجاري، أي في ظرف 9 أيام، أكثر من 200 تدخل بالشواطئ 15 المسموحة للسباحة عبر 5 بلديات ساحلية بكل من القالة، أم الطبول، بالريحان، بن مهيدي و الشط، أسفرت عن انتشال 6 غرقى و إنقاذ 120 آخرين.
و ذكر مدير الحماية المدنية، المقدم عبد العزيز ملبوس، في تصريح «للنصر»، أمس، بإنقاذ حراس الشواطئ لحوالي 120 مصطافا من الموت المحقق و تحويل 3 غرقى في حالة حرجة نحو المصالح الإستشفائية لتلقي الإسعافات، اثنان تم إنقاذهما في شاطئي البلح و الشط غير المحروسين و الثالث غرق بشاطئ الرمال الذهبية بالقالة، في حين تم تسجيل 6 غرقى متوفين عبر شواطئ الولاية منذ بداية موسم الاصطياف، منهم 4 غرقى ينحدرون من ولاية تبسة، كانوا في رحلة منظمة للسباحة، حيث دخلوا شاطئ المسيدة، أمس الأول الجمعة، للسباحة في الخامسة صباحا أي خارج أوقات العمل الرسمية لحراس الشواطئ، غير مبالين بضرورة احترام قواعد السباحة، ليتم الإعلان عن فقدانهم في عرض البحر قبل أن تنتشل جثثهم، صبيحة أمس، و يحولوا إلى مصلحة الحفظ ا بمستشفة بوزيد عمر بالقالة.
أما الغريقان الآخران، فقد تم انتشال جثتيهما بشاطئ فرطاسة غير المحروس ببلدية الشط رغم التحذيرات بتجنب السياحة بهذه الأماكن الخطيرة، كما تم إسعاف 63 مصطافا عبر الشواطئ و تحويل 24 شخصا إلى المراكز الصحية لتلقي الإسعافات اللازمة و تعد شواطئ المسيدة، الرمال الذهبية المرجان بالقالة، و شاطئ البلح ببريحان و البطاح ببن مهدي و الشط و الصبي بالشط، من أخطر الشواطئ المصنفة كنقاط سوداء أمام التوافد الكبير للمصطافين عليها و التي سجل بها عدد معتبر من الغرقى و التدخلات لإنقاذ عشرات الأرواح.
و أضاف المصدر، بأن العدد المعتبر من الغرقى المنتشلين و المنقذين من الشواطئ المحلية، يعود إلى عدم احترام المصطافين للنصائح و الإٍرشادات الموجهة لهم، خاصة ما تعلق باحترام إشارات السباحة و تجنب الشواطئ غير المحروسة المعزولة و الصخرية التي باتت في الآونة الأخيرة وجهة و قبلة مفضلة للشبان و تستهوي العائلات على حد سواء، غير مبالين بخطورتها عليهم، إضافة إلى السباحة في الشواطئ المحروسة قبل الأوقات الرسمية لعمل أعوان الحماية المدنية التي تبدأ من التاسعة صباحا حتى السابعة مساء و هو ما يعرض حياة المصطافين للخطر خصوصا في حالة هيجان البحر.
علاوة على ذلك، أرجع مدير الحماية المدنية حوادث الغرق بالشواطئ و كثرة التدخلات بها لإسعاف المصطافين، إلى التوافد الكبير للمصطافين بعد تأجيل إنطلاق الموسم الصيفي إلى بداية جويلية و كذا ارتفاع درجة الحرارة في هذا الفصل و التقلبات المناخية التي تطرأ بين الحين و الآخر خاصة هبوب الرياح التي تتسبب في هيجان البحر و نشاط التيارات البحرية، محدثة وراءها حالات غرق في ظل عدم تقيد المصطافين بالنصائح و التوجيهات المقدمة لهم من حراس الشواطئ بتجنب السياحة أثناء فترة هيجان البحر و الاضطرابات المناخية رغم حملات التوعية و التحسيس الدورية.
و أكد المتحدث، على أن هناك مصطافون لا يعيرون اهتماما للنداءات المرفوعة لهم من قبل حراس الشواطئ بالحفاظ على سلامتهم و تعمدهم المغامرة بحياتهم بالسباحة في الأماكن الخطيرة و في الحالات التي تمنع فيها السباحة أصلا بالشواطئ المحروسة أثناء هبوب الرياح و هيجان البحر، ما اضطر مصالحه في عديد الأحيان للاستنجاد بالمصالح الأمنية المختصة لإخراج المصطافين من البحر أمام تعنتهم و رفضهم الانصياع لتعليمات حراس الشواطئ، كما أنه يسجل توافد للأطفال على السباحة بمفردهم في الشواطئ، كذلك الحال بالنسبة للسباحة في المواقع الصخرية و الشواطئ غير المحروسة، ما يعرض حياتهم للهلاك.
و أمام هذه الوضعية، كشف مدير الحماية المدنية عن التكثيف من الحملات التوعوية بالتنسيق مع المصالح الأمنية ، الصحة ، التجارة و الجمعيات و كل الفاعلين، للحد من أخطار البحر و الغرق و ذلك بتحسيس المصطافين بضرورة التقيد بقواعد السباحة و تجنب الأماكن الخطيرة، خاصة الشواطئ غير المحروسة و الصخرية التي تمنع السباحة فيها كونها تمس بسلامة الأشخاص و الأفراد و تنعدم فيها شروط السلامة و الأمن، بما فيها تجنب السباحة قبل الأوقات الرسمية بالشواطئ المحروسة و التقيد بشروط السلامة و النصائح و الإرشادات المقدمة، مع دعوة الأولياء لمرافقة ذويهم و تجنب السياحة أثناء التقلبات المناخية و هيجان البحر، فضلا عن وضع تدابير أخرى للحفاظ على المصطافين بعد أن عرفت الولاية خلال هذه الفترة، يقول المصدر، إنزالا بشريا لجحافل المصطافين من كل فج عميق على شواطئ الولاية و الذين قارب عددهم نصف مليون مصطاف في 9 أيام و هو ما وضع مصالحة في حالة طوارئ، من خلال تجنيد كل الإمكانيات المادية و البشرية للسهر على أمنهم و سلامتهم، رغم عدم تجاوب أغلب المصطافين مع النداءات المرفوعة بالتقيد بالتعليمات و قواعد السباحة .
نوري.ح