عادت الحرائق إلى ولاية قالمة يومي، الأربعاء و الخميس، مخلفة المزيد من الخسائر و الأضرار البيئية الخطيرة و خاصة بالأقاليم الغابية الكبرى التي تعد مركز التوازن الإيكولوجي و حاضنة للحياة البرية.
الحريق الأول اندلع، مساء الأربعاء، بغابة كاف الريح الواقعة في بلدية بوحشانة شرقي قالمة، وسط ظروف مناخية مساعدة مثل الحرارة القوية و الرياح التي أدت إلى انتشار سريع للنار و إعاقة جهود فرق الإطفاء المكونة من الحماية المدنية و محافظة الغابات و الجيش و مواطنون من المنطقة تنقلوا إلى موقع الحريق لإنقاذ غابة كاف الريح التي تعد رئة المنطقة و موطن التنوع البيئي.
و قد استنجدت فرق الإطفاء بطائرات «كانادار» التي قامت بطلعات فوق كاف الريح و سكبت كميات من السائل لمنع الحريق من التوسع و مساعدة الفرق العاملة على الأرض على الوصول إلى خط النار و استعمال الوسائل اليدوية و خراطيم المياه للسيطرة على الوضع.
و قالت الحماية المدنية، أن الحريق قد دمر 8 هكتارات من غابة الصنوبر الحلبي بكاف الريح و أن فرق الإطفاء قد أنقذت ما لا يقل عن 22 هكتارا من أشجار الصنوبر الحلبي، كانت تتهددها النيران المدفوعة بالرياح القوية.
و ببلدية جبالة خميسي، اندلع حريق آخر، ليلة الأربعاء إلى الخميس، بمشته بوقرة، مخلفا خسائر كبيرة بحقول الزيتون و محاصيل زراعية أخرى و تمكنت فرق الإطفاء من إنقاذ قطيع من الغنم و خلايا نحل و إسطبل للمواشي و بساتين للأشجار المثمرة و منطقة غابية كانت مهددة بالحريق الذي أتى على 8 هكتارات من أحراش المنطقة و ما لا يقل عن 130 شجرة زيتون مثمرة.
و بجبال بني صالح، اندلع حريق ثالث بالمنطقة المسماة المزرعة يوم، الخميس و تدخل الجيش أيضا لدعم فرق الإطفاء التي واجهت وضعا صعبا بسبب الحرارة و الرياح و صعوبة الوصول إلى موقع الحريق.
و كانت جبال بني صالح المشتركة بين ولايات قالمة، الطارف و سوق أهراس، قد تعرضت لحرائق واسعة بداية شهر أوت، مخلفة خسائر كبيرة في الثروة الغابية و الحيوانية و ضرارأ أضرارا بيئية ستمتد آثارها لسنوات قادمة.
فريد.غ