تمكن، أول أمس، أفراد الوحدات التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، في مداهمة واسعة لحي البركة الزرقاء ببلدية البوني، مدعمين بفصائل الأمن و التدخل و كذا الفوج السينوتقني، في عملية استهدفت معاقل العصابات الإجرامية، من تفكيك شبكة مختصة في سرقة و تهريب الكوابل المصنوعة من مادة النحاس. و استنادا لمصالح المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، فقد أسفرت عملية المداهمات بعد توظيف عنصر الاستعلام، من الوصول على ورشة مختصة في تدوير و جمع مادة النحاس المستخرجة من كوابل الهاتف و الكهرباء، حيث تعمل عصابات السرقة على توفيرها للشبكة و تقوم بتحويلها إلى نحاس خام تمهيدا لتهريبه. و مكنت العملية، وفقا للمصدر، من استرجاع 1330 كلغ من معدن النحاس و توقيف 6 أشخاص كانوا داخل الورشة. و تم العثور داخل الورشة على كوابل للهاتف الثابت و كذا الكهرباء المستخدمة في مد الشبكة الرئيسية داخل الأحياء.
و حسب الدرك الوطني، فإن أفراد الشبكة الذين ينحدرون من ولاية عنابة، تم التحقيق معهم حول وجهة مادة النحاس و مصدرها، بالإضافة إلى شبكة المتاجرة و سرقة النفايات النحاسية التي ينشطون ضمنها و تشير الاعترافات الأولية إلى وجود أشخاص من ولايات أخرى يتم التعامل معهم في جمع المواد النحاسية المسروقة، من كوابل مؤسسة اتصالات الجزائر و شركة سونلغاز.
و أضافت مصادرنا، بأنه تم التحقيق مع كامل أفراد الشبكة و تقديمهم أمام محكمة الحجار، حيث حولت نيابة الجمهورية الموقوفين على قاضي التحقيق، مع تمديد الملاحقة الأمنية للولايات المجاورة للقبض على كامل عناصر الشبكة المختصة في سرقة الكوابل النحاسية .كما أمر قاضي التحقيق، أمس، بإيداع أفراد العصابة الموقوفين رهن الحبس المؤقت عن تهمة تكوين جمعية أشرار.
و تقوم شبكات المتاجرة بالنفايات النحاسية، وفقا لمصادرنا، بجمع هذه المادة بورشات سرية بعنابة، لرسكلته و فصله عن المواد البلاستيكية، قبل تسويقه لتجار يقومون بتهريبه عبر الحدود إلى تونس و كذا استخدامه في صناعة ذخيرة الأسلحة النارية.
و استنادا لإحصائيات المديرية الإقليمية لاتصالات الجزائر بعنابة، فإن الشركة تتكبد سنويا خسائر بالملايير من جراء سرقة الكوابل الهاتفية، حيث تم خلال 2020، تسجيل سرقة 2.638 كلم من الكوابل الهاتفية، بعد تنفيذ عدة عمليات، مما أدى إلى تخريب الشبكة و توقيف الخدمة، ما ينعكس سلبا على استثمارات المؤسسة و من أجل الحد من تعطل الشبكة بالعديد من الولايات، يجري تعميم تغيير شبكة الكوابل بتقنية الألياف البصرية، لإنهاء استهدافها من قبل عصابة سرقة الكوابل النحاسية.
و ترجع مصادرنا سبب تنامي نشاط العصابات التي تستهدف شبكة الهاتف، إلى قيمة مادة «النحاس» الباهظة الثمن، حيث يتم تجميعه لإعادة استرجاعه في ورشات سرية تمهيدا لتهريبه عبر الحدود التونسية مقابل عائدات مالية معتبرة، دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج السلبية المترتبة عن ذلك.
كما أسفرت عملية المداهمات لحي البركة الزرقاء، تزامنا مع تفكيك شبكة تهريب و المتاجرة بالنفايات النحاسية، بعد تفتيش أشخاص و مركبات و كذا محلات، عن توقيف ثلاثة أشخاص محل نشرة بحث.
حسين دريدح