دعا المشاركون في الملتقى المنظم على مدى يومين من طرف مخبر علوم الطبيعة و المواد بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف في ميلة، عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، الأساتذة الباحثين في علوم و تقنيات الفلاحة العصرية، للنزول من مخابر البحث و الاحتكاك بالفلاحين و تزويدهم بخلاصة معارفهم العلمية و لتلقي منهم خبرتهم و تجربتهم الميدانية، بغية الرقي بالإنتاج الفلاحي و الرفع من دخله و مردوده.
و من بين التوصيات التي خلص إليها هذا الملتقى الأول للمخبر، الذي رفع شعار “ الابتكارات التكنولوجية في خدمة الزراعة المستدامة المختتم في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الاثنين، رفع و مواجهة التحديات عن طريق الابتكار و على هذا الأخير أخذ بعين الاعتبار تعقيدات الكائن الحي و التفاعلات بين فعل الإنتاج و النظم الطبيعية و كذا ضمان الانتقال لأساليب الإنتاج المرنة و المستدامة مثل الزراعة العضوية و الإيكولوجيا الزراعية ثم تعميمها و جعل المجتمع و عالم الزراعة بالخصوص يتقبل و عن دراية ما وصل إليه البحث و الابتكار، مع ضمان شفافية وصول المعلومة العلمية المتوصل إليها للمزارعين و من يهمه أمرها، مع تسهيل سبل تواصل الفلاحين مع الخبراء و التقنيين للاستفادة من المعلومات و تبادل الخبرات فيما بينهم و كذا تكييف طرق البحث و مضامينها لتواجه التحديات المطروحة.
و في هذا السياق، يجب وضع حد للآثار السلبية لأنماط معينة من الإنتاج الزراعي و تطوير خدمات النظم الإيكولوجية الزراعية مع تقييم آثارها، مع تعزيز روابط البحث و الابتكار و التكوين و تقديم الدعم المالي للمؤسسات و الجمعيات و التعاونيات التي لها علاقة بالابتكار و مرافقتها و تشجيع الابتكار في مختلف الشعب الفلاحية و نشر و تعميم ما تحقق منه وسط الفلاحين، فدعم و تحليل و تقييم الاستراتيجيات الوطنية للابتكار و أخيرا الحد من المخاطر المحتملة للأدوات الجديدة المستعملة، ذلك أن غاية الابتكار هي تحسين ظروف معيشة الناس، من خلال تبسيط الحياة مع الحفاظ على البيئة.
و قدمت رئيسة الملتقى الدكتورة، زبيدة بن مخلوف، في تصريح للنصر خلال الملتقى، واحدة من أسباب ظاهرة عزوف الشباب عن النشاط الفلاحي ببلادهم الجزائر ( البلد القارة) و الإقبال عليه في الضفة الأخرى للبحر المتوسط و هي استفادة عالم الفلاحة هناك لما توصلت إليه التكنولوجيا التي جعلتهم باستغلال أنظمة معلوماتية، يتحكمون في نشاطهم الفلاحي، بما فيها حلب الأبقار عن بعد.
مؤكدة أننا قادرون على فعل ذلك شريطة إعطاء الأهمية اللازمة للبحث و الابتكار و الاهتمام أكثر بالفلاح الذي هو محور النشاط الفلاحي و محركه الأساسي، ضاربة المثل بولاية ميلة التي كانت إلى وقت قريب تسمى بمملكة القمح و هي قادرة اليوم على استعادة بريقها و مكانتها، من خلال التوجه لاستغلال مصادر للطاقة المتجددة و إتباع للطرق الحديثة التي توفر على الفلاح المجهود و تحقق له أكبر مردود و بتسخير جدي لما تتوفر عليه من أراض خصبة و مسطحات مائية.
تجدر الإشارة في الأخير، إلى أن الملتقى كان يفترض أن يكون دوليا بتدخل محاضرين من تونس، إسبانيا و تركيا، لكنه اقتصر في الأخير (مع تأسف رئيسة الملتقى) على مشاركة الباحثين الجزائريين لأسباب تتعلق، كما كشف مدير المركز الجامعي في كلمته الافتتاحية، عن تأخر إتمام الإجراءات الإدارية الضرورية، داعيا الباحثين لفتح مشاريع بحثية و استغلال البرامج المهتمة بالتطوير الزراعي و الصناعات الغذائية، المدعمة من طرف الوزارة الوصية.
إبراهيم شليغم
.