سجلت مصالح مديرية الفلاحة لولاية المسيلة، تقلص المساحة الإجمالية المنتجة لشعبة الزيتون، إلى حوالي 990 ألف هكتار، بعدما كانت تفوق 1 مليون و 272 هكتارا العام الماضي.
في حين تشهد وحدات عصر الزيتون المنتشرة عبر ولاية المسيلة و عددها 12 معصرة، هذه الأيام، إقبالا كبيرا للفلاحين، تزامنا و انطلاق موسوم جني الزيتون، حيث يصطف الفلاحون في طوابير طويلة منذ الساعات الأولى للصبيحة، من أجل الحصول على موعد لعصر المنتج.
و تتوفر ولاية المسيلة على 14 معصرة، بينها معصرتان تقليديتان و 12 معصرة حديثة عملية حاليا، ما دفع بالعديد من الفلاحين إلى التحول نحو ولايات سطيف و البويرة و البرج لعصر منتوجهم من الزيتون في هذه الفترة بعد انطلاق موسم الجني نهاية شهر أكتوبر المنصرم، حيث تستمر عملية عصر الزيتون إلى غاية شهر جانفي من كل عام.
و يشتكي عدد من أصحاب هذه المعاصر، من الضغط الذي سببه إقبال الفلاحين يوميا خلال هذه الفترة من السنة، على اعتبار أنها تشكل بداية موسم الجني، بالإضافة إلى مشكل آخر طرأ خلال الموسمين الفارطين، يتعلق بنقص قطع الغيار في السوق، حيث كثيرا ما تتعرض المعاصر إلى التوقف عن النشاط بسبب استعمال قطع غيار غير أصلية و هو ما يجعلها كثيرة التعطلات.
و أشار صاحب معصرة في بوسعادة، ناصر لمجد، إلى أن توقف استيراد قطع الغيار بات يشكل هاجسا لهم من جراء كثرة الأعطاب التي تجعلهم في كل مرة غير قادرين على تحمل المصاريف الكثيرة التي تدفع لاقتناء قطع غيار مقلدة لا تقوى على تحمل ضغط عملية العصر.
من جهتها رئيسة مكتب الإنتاج الفلاحي بمديرية المصالح الفلاحية، بتقة رفيقة، قالت إن الولاية تتوفر حاليا على 12 معصرة عملية بقدرة إجمالية للعصر، بمعدل 110 قناطير في الساعة، مضيفة أن الضغط الذي تشهده معاصر الولاية، مرده رغبة العديد من هؤلاء الفلاحين في الحصول على زيت ذي جودة عالية حينما يتم جني هذه المادة في بداياتها و لما يكون لونها أخضر و الذي عادة ما يحتوي على نسبة ضعيفة من الأسيدات و التي تكون بنسبة أكبر في الزيتون الذي يتراوح لونه بين الاحمرار و الاسوداد.
كما أوضحت بأنه و خلال الموسم الجاري، عرف إنتاج الزيتون تراجعا محسوسا و هذا راجع حسبها إلى موجة الجفاف التي ضربت المنطقة السنوات الأخيرة و كذا بطء منح رخص حفر الآبار للفلاحين، حيث تراجعت المساحة الإجمالية المزروعة من 1 مليون و 272 هكتار العام الفارط، إلى 990 ألف هكتار هذه السنة، أي ما يعادل مليون و 992 ألف شجرة على مستوى 47 بلدية، إلا أنها تتوزع بكثرة على مستوى مناطق مقرة و حمام الضلعة و الخبانة و عاصمة الولاية المسيلة.
و يرتقب هذا العام، عصر حوالي 168 ألف قنطار، منها 27 ألفا و 645 قنطارا موجها لاستهلاك المائدة و 140 ألفا و 853 قنطارا يتم تحويلها إلى زيوت، بما يساوي إنتاج 2.2 مليون لتر من مادة الزيتون، أي بما يعادل 16 لترا في القنطار الواحد، بينما تقدر المساحة المعزولة بـ 650 هكتارا و هي تمثل مساحات أشجار الزيتون المزروعة داخل الوسط الحضري من قبل المواطنين غير الفلاحين، بما يقدر بحوالي 65 ألف شجرة. و يطرح العديد من الفلاحين كل موسم فلاحي، مسألة ظلت لفترة طويلة بمثابة الصداع في رأس المنتجين، ألا و هي نقص اليد العاملة التي تتسبب في تأخر جني الزيتون بمناطق عدة عبر ولاية المسيلة.
فارس قريشي