سلّطت، أمس، هيئة محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهم المسمى (د.م.ل) في العقد الرابع من العمر، الذي تمت متابعته بجناية قتل أحد الأصول الشرعيين، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام في حق المتهم.
القضية ترجع إلى السادس عشرة من شهر جويلية من سنة 2019، عندما دخل المتهم في حالة هيستيريا على مستوى سكنه العائلي وسط مدينة عين مليلة، قام خلالها بتحطيم و تكسير عدة أغراض داخل المنزل، وخاصة منها الأواني الفخارية وأغراض زجاجية، ليتدخل والد الجاني المدعو (د.س) في العقد الثامن من العمر، محاولا تهدئة ابنه الذي اعتاد على تناول واستهلاك المهلوسات والمشروبات الكحولية، طالبا منه التعقل والكف عن فعلته، غير أن الابن الذكر الذي بقي رفقة والده بعد زواج جميع البنات، رفض الاستجابة لوالده وقام برفع مزهرية وتوجيه ضربة لرأس الوالد، الذي فر مسرعا خارج المنزل، غير أن الابن العاق ظن أن والده، سيتوجه للشرطة، ليعيده لمستشفى الأمراض العقلية، الذي ولجه لفترة 3 أشهر متتالية، فقام بمطاردته في محيط المنزل، ووجه له وابلا من الحجارة، ليسقط الأب المسن أرضا غارقا في شلال من الدماء، ويتدخل بعدها عديد المواطنين الذين بلغوا مصالح الشرطة، ونقلوا الضحية لمستشفى سليمان عميرات المحلي، غير أنه كان حينها قد فارق الحياة.
عناصر الشرطة باشرت فورا تحقيقاتها الأمنية، حيث أوقفت المشتبه فيه الذي كان في حالة هيجان، معترفا باعتدائه على والده الذي كان حسبه سيعيده إلى مستشفى الأمراض العقلية و استنادا لتقرير الطبيب الشرعي، فوفاة الضحية كانت ناتجة عن الضربة القوة التي أصابت رأسه، والتي أرجعها الابن للمزهرية وكذا للحجارة التي رشق بها والده.
و أكدت التحقيقات بأن الابن المتهم انطوائي ويحب العزلة، وهو من مواليد مدينة غرونوبول الفرنسية، ووالده المغترب أعاده لأرض الوطن قبل سنوات، وهو ما رفضه وأدخله في دوامة نفسية، والتي أمرت الجهات القضائية نتيجتها بعرضه على الخبير الطبي ليفحصه ويؤكد مدى تحمله للمسؤولية الجزائية.
و خلصت الخبرة العقلية الأولى أن المتهم لا يتحمل المسؤولية الجزائية في حين أكد الخبير الطبي الثاني أن المتهم يتحمل المسؤولية الجزائية مع مراعاة ظروف التخفيف في الحكم عليه بحسب ما أكده دفاعه في مرافعاته، واضطر هذا التناقض الجهات القضائية لإجراء خبرة ترجيحية ثالثة، وهي التي انتهت للتأكيد بأن المتهم يحمل المسؤولية الجزائية، ملمحة إلى احتمال إصابته بانفصال في الشخصية، وخلصت تحريات الشرطة أن المتهم الذي سبق نقله لمستشفى الأمراض العقلية الذي مكث فيه طيلة 3 أشهر، تشاجر مع والده حول «تلفاز»، أين ثارت ثائرته حين أطفأ والده التلفاز، فقام بتكسيره وتكسير أغراض البيت ومنها المزهرية التي كسرها على رأس الضحية، واعترف الابن المتهم بالجرم المنسوب إليه، ملتمسا من هيئة المحكمة التخفيف عنه نظرا لحالته الصحية.
أحمد ذيب