تواصل بلدية الركنية بقالمة إنجاز المزيد من الطرقات و المسالك الريفية الجديدة لإنهاء حقبة طويلة من العزلة، و تشجيع النازحين على العودة إلى المناطق المهجورة التي تعرضت لنزيف ديموغرافي حاد، كاد يقضي على الاقتصاد الريفي، و يخنق المدن و القرى.
و يعد طريق القرار الثاني المؤدي إلى مشاتي الملعب و حجر بوريون، أحد أهم المشاريع الجديدة التي انطلقت مؤخرا ببلدية الركنية، إلى جانب الشطر الثاني من مشروع فك العزلة عن مشاتي العين الحمراء، و طريق عين النشمة، و مشروع جسر جديد بالمنطقة الجبلية المعزولة غربي الركنية.
و تسابق شركات الإنجاز الزمن لبناء طريق القرار الجديد الممتد على مسافة تقارب 3 كلم، و تمكين سكان المشاتي النائية من الوصول إلى الركنية في وقت وجيز، دون الحاجة إلى قطع مسافة طويلة و مرهقة عبر بلديتي بوحمدان و حمام دباغ، كما كان الحال منذ سنوات طويلة.
و لم يتوقف سكان الملعب و حجر بوريون على وجه الخصوص، عن المطالبة بتعبيد طريق القرار لإنهاء العزلة المضروبة على المنطقة، و تشجيع السكان النازحين على العودة إلى مواطنهم القديمة، و كذلك المساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى إعادة إعمار المناطق المهجورة و تطوير الاقتصاد الريفي، و إحداث هجرة عكسية من المدن و القرى إلى الأقاليم الريفية الواسعة التي تعرضت لنزوح كبير مطلع السبعينيات، خلال مرحلة تردي الوضع الأمني.
و يعتمد سكان مشاتي الملعب و العين الحمراء و القرار و حجر بوريون ببلدية الركنية، على تربية المواشي و زراعة القمح، و بدأ بعض النازحين في العودة إلى المناطق المهجورة بعد تعبيد طريق عين الحمراء، في انتظار عودة أقوى بعد انتهاء كل مشاريع الطرقات الريفية الجارية.
و ما زال سكان العديد من مشاتي و أرياف ولاية قالمة ينتظرون مزيدا من المشاريع لفتح مسالك جديدة، و إصلاح الطرقات البلدية القديمة التي أتت عليها عوامل الطبيعة و الزمن، و انقطعت بها حركة السير تماما، كما حدث مع طريق القرار ببلدية الركنية الذي تحول إلى مسلك مهجور منذ سنوات طويلة.
فريد.غ