عرف مؤشر استهلاك المواد الطاقوية الكهربائية و الغازية بولاية الطارف، منذ بداية السنة الجارية، زيادة محسوسة بنسبة قدرها 11 بالمائة، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، حسب ما كشف عنه مدير امتياز التوزيع بالطارف، عبد الرحمان مجاهد «للنصر»، أمس، خلال يوم تكويني لفائدة جمعيات حماية المستهلك و الإعلاميين المحليين، حول ترشيد استهلاك الكهرباء و الغاز المنظم بالمركز الثقافي الإسلامي لعاصمة الولاية.
و أرجع المسؤول ارتفاع نسبة استهلاك المواد الطاقوية من كهرباء و غاز، هذه السنة، إلى زيادة عدد الزبائن و المشتركين بفضل المشاريع التي أطلقتها السلطات المحلية لتوسيع و تعميم عملية الربط بشبكتي الكهرباء و الغاز عبر تراب الولاية، حيث سجلت منذ بداية العام، زيادة في عدد الزبائن المشتركين في الكهرباء، الذين قفز عددهم من 120 ألفا و 861 مشتركا، إلى 126 ألفا و 400 مشترك، فيما ارتفع عدد الزبائن المشتركين في الغاز الطبيعي، من 52 ألفا و 966 مشتركا إلى 61 ألفا و 752 مشتركا، في الوقت الذي عرفت فيه نسبة مشتريات الكهرباء هذا العام، زيادة قدرها 6.17 بالمائة، بعد أن قفزت من 537 جيغاواط سنة 2020، إلى 570 جيغاواط، في حين عرفت مشتريات غاز المدينة هي الأخرى زيادة بنسبة 11 في المائة، بعد أن ارتفعت من 708 ملايين حريرة، العام الماضي، إلى 787 مليون حريرة هذا العام.
و أضاف المتحدث، أن تحسن مؤشر استهلاك المواد الطاقوية، يعود إلى الاستثمارات المرصودة من قبل السلطات العمومية لهذا الجانب، في إطار تحسين الظروف المعيشية للساكنة و التي تضمنت تجسيد جملة من المشاريع تتعلق بربط المواطنين بالكهرباء و الغاز على مستوى مختلف مناطق الولاية، رغم مشكلة الديون التي تتخبط فيها المؤسسة و التي تراجعت نسبتها طفيفا من 180 مليار سنتيم، إلى 154 مليار سنتيم على ذمة المشتركين العاديين من المواطنين و المؤسسات العمومية و الخاصة، أمام عزوف الزبائن عن تسديد ما عليهم من مستحقات رغم التسهيلات و التحفيزات التي وضعتها مصالحه لمعالجة الملف و طي ملف الديون نهائيا، خاصة منها التسديد عن بعد و بالتقسيط المريح.
و كشف المصدر عن مواصلة تنفيذ جملة من المشاريع الاستثمارية التي تهدف إلى ترقية القطاع و تحسين الخدمة العمومية و تلبية احتياجات الزبائن من الكهرباء و الغاز و هذا بعد أن تم منذ بداية السنة، ربط حوالي 6 آلاف منزل بالكهرباء و 7 آلاف منزل بالغاز الطبيعي، مست جميع ساكنة بلديات الولاية بما فيها 22 منطقة ظل، فيما ينتظر عن قريب، ربط زهاء 4 آلاف عائلة بالكهرباء و الغاز عبر عدد من البلديات، بما فيها المشاريع السكنية الجديدة المزمع توزيعها قبل نهاية العام، علاوة على التكفل بربط الصناعيين و أصحاب المستثمرات الفلاحية بالكهرباء و الغاز .
لتبقى النقطة السوداء التي تشتكي منها المؤسسة، هي هاجس سرقة الكهرباء و الربط غير الشرعي، الذي عادة ما يتسبب في حدوث بعض الاضطرابات و يلحق خسائر مالية معتبرة جراء الكميات المسروقة غير المفوترة، حيث بلغت قيمة ضياع الطاقة منذ بداية السنة، ما يساوي 2.2 مليار سنتيم، بما يعادل 52 جغيواط، أي ما يمثل نسبة 9 بالمائة من الكمية الموزعة المقدرة بـ570 جيغاواط، في الوقت الذي تشير فيه المصالح المعنية، إلى أن ذروة استهلاك الكهرباء و الغاز، عادة ما تعرف منحى كبيرا خلال شهر أوت و شهر جانفي مع التغيرات المناخية .
و قد تم خلال اليوم التكويني حول ترشيد استهلاك الكهرباء و الغاز، التطرق للسبل الناجعة في كيفية ترشيد الاستهلاك و تقليص المصاريف على الزبائن و توجيه استثمارات المؤسسة نحو ميادين و مجالات أخرى، كما تمت دعوة الجمعيات إلى ضرورة الاضطلاع بدورها و تكثيف حملات التوعية بالتنسيق مع امتياز التوزيع، لتوعية الزبائن بضرورة تغيير سلوكهم في ترشيد استهلاك المواد الطاقوية .
نوري.ح
