توقف، مؤخرا، عمال شركة جيني سيدار للأشغال العمومية المكلفة بإنجاز مشروع سد بوخروفة (98مليون متر مكعب) بالطارف، بالشراكة مع المؤسسة الهندية، عن العمل و شلت ورشات الأشغال في الشطر المسند للشركة الوطنية نهائيا.
و يأتي هذا احتجاجا على عدم تسديد أجورهم العالقة منذ شهر أفريل الفارط، أي ما يساوي 9 أشهر، فيما لم تف الشركة بالتزاماتها في صرف أجورهم بصفة منتظمة و شهريا، تجنبا لمعاناتهم على حد تعبيرهم .
و ذكر ممثلون عن العمال في اتصال مع «النصر «، أن جميع مساعيهم باءت بالفشل لدى مسؤولي الشركة، لصرف مستحقاتهم الشهرية العالقة التي تخص 9 أشهر، أمام عدم الالتزام بالوعود المقدمة في كل مرة، بمعالجة المشكلة رغم الشكاوى، ما أثار استياءهم و تذمرهم و دفع بهم لتنظيم عدة وقفات احتجاجية، قبل أن يقوموا بنقل احتجاجهم بعد استنفاد كل الطرق الودية، إلى مقر الولاية وذلك بطرح القضية على مفتشية العمل. و قال عمال، أن تواصلهم مع مفتشية العمل لم يفض إلى أي نتيجة أمام التقاعس حسبهم في صرف الأجور، ما أدى إلى ارتفاع موجة الغليان وسط العمال التي بلغت ذروتها هذه الأيام، بتهديدهم بتصعيد الموقف أمام جملة المشاكل المطروحة و التي لم تجد لها الجهات المعنية الحلول رغم التقارير و النداءات المرفوعة لمسؤولي شركة جي سي تي بي.
و أضاف ممثلو العمال، أن عن توقف الأشغال بالشطر المسند للشركة الوطنية في إطار تنفيذ مشروع سد بوخروفة منذ فترة طويلة بفعل توقف الأشغال التي شلت نهائيا حاليا منذ عدة أسابيع، بالشكل الذي بات يؤثر سلبا على وتيرة الإنجاز و تسليم المشروع في آجاله المحددة، حيث أثرت هذه الوضعية على وتيرة الورشات التي تعرف اضطرابات حالت دون استكمال الأشغال أمام توقفها في كل مرة، بسبب سلسلة احتجاجات العمال و لجوئهم لغلق قاعدة الحياة للشركة، للمطالبة بتسوية وضعياتهم المهنية، خصوصا ما تعلق بصرف الأجور و تمكينهم من المنح و عقود العمل التي لم تجدد بعد انتهاء مدتها، إلى جانب مشاكل أخرى تتعلق بعدم تسوية بعض المنح و الساعات الإضافية و التعويضات و كذا العطل السنوية.
كما تطرق العمال لتردي ظروف العمل و نقص الوسائل و غياب شروط الحماية و الأمن و سوء المعاملة و التعسف في حق العمال و التسريع العشوائي لها، حيث تقلص عدد العمال من 200عامل إلى 48عاملا، في الوقت الذي طرح فيه العمال انسداد قنوات الحوار بين الشريك الاجتماعي و الإدارة لإيجاد الحلول للقضايا و المشاكل العالقة، حفاظا على استقرار الوضع و السير الحسن لورشات المشروع. من جهتها أشارت مصادر مسؤولة في الشركة، إلى أن تأخر صرف أجور العمال يعود إلى عدم تلقيها لمستحقاتها من «الوكالة الوطنية للسدود» صاحبة المشروع، إضافة إلى المشاكل التي تعيشها الشركة ، خاصة بعد أن وصلت الأمور إلى حد الحجز على ممتلكاتها و بيع عتادها لتنفيذ الأحكام القضائية، لتحصيل الديون التي يطالب بها الموردون و العملاء و طمأن المصدر بأن هناك مساع تقوم بها الإدارة من أجل إيجاد تسوية لدفع أجور العمال العالقة، داعيا العمال لاستئناف الأشغال المتبقية من الشطر الذي على عاتق الشركة لاستكمالها في أقرب وقت.
و أكدت مصادرنا، أن تقدم وتيرة أشغال الشطر المسند للشركة التركية المكلفة بإنجاز مشروع سد بوخروفة التي بلغت نسبتها 79 بالمائة، بعد أن تم الانتهاء من أشغال الحاجز الإسمنتي، عكس الشركة الوطنية التي مازلت أشغال الشطر المسند لها تراوح مكانها للمشاكل الداخلية التي تعرفها، خاصة التأخر المسجل في إنجاز ما تبقى من الأشغال المتعلقة بتهيئة و صب 40 ألف متر مكعب من الخرسانة المسلحة.
في حين تعمل المصالح المختصة على استلام مشروع السد في غضون العام المقبل، لأهميته بعد أن عرف المشروع تأخرا كبيرا خلافا للآجال و هو الموجه حصريا لسقي 10 آلاف هكتار من سهل الطارف، في إطار توسيع المساحة المسقية و تشجيع الاستثمار الفلاحي و التقليص من خطر الفيضانات الشتوية بالولاية .
نوري.ح
