راسلت مصالح بلدية عنابة، أمس، عشرات العائلات التي تقيم في البنايات و الشقق المقتحمة بالمدينة القديمة، كونها تشكل خطرا على قاطنيها، حيث أخلت البلدية مسؤوليتها من قيام أشخاص باقتحام السكنات التي تم تشميعها عقب ترحيل 7 آلاف عائلة إلى المدينة الجديدة ذراع الريش.
و أكد رئيس بلدية عنابة الجديد، يوسف شوشان، أن مصالح البلدية شكلت لجنة تقنية مكونة من عدة مصالح، حيث وقفت على حالة هذه البنايات التي يتوجب إخلاؤها على الفور، بعد اقتحامها، مؤخرا، من قبل عائلات تدعي معاناتها من مشكل السكن، مطالبين بالترحيل إلى سكنات لائقة، غير أن الشقق المقتحمة كانت مشمعة كونها غير قابلة للسكن، كما قدمت توضيحات للقاطنين بها، من أجل مغادرتها نحو الأماكن التي جاؤوا منها و إتباع الطرق القانونية التي تمكنهم من الحصول على السكن دون تعريض أنفسهم للخطر.
كما راسلت مصالح البلدية، 24 عائلة كمرحلة أولى، لإخلاء السكنات المقتحمة و عدم تعريض حياتهم للخطر في فصل الشتاء، بسبب الانهيارات المتكررة و العملية متواصلة للاتصال بجميع الأشخاص الذين يقيمون بالسكنات المقتحمة.
و قد قامت مصالح البلدية عبر مراحل، بالتنسيق مع مديرية السكن و السلطات الولائية، بتشميع شقق و عمارات المستفيدين من السكنات الاجتماعية بالمدينة القديمة، في إطار البرنامج الوطني للقضاء على السكن الهش، بعد تسليمهم المفاتيح بسكنات المدينة الجديدة ذراع الريش.
و قد خضعت عملية إعادة الإسكان بالمدينة القديمة «بلاص دارم» وفقا لمصادرنا، لبرنامج خاص، من أجل إخلاء البنايات الهشة من السكان و تشميعها، لمنع استغلالها مجددا في السكن و قطع الطريق أمام الأشخاص الذين يحاولون استغلالها للتحايل و الحصول على سكن اجتماعي في إطار البرنامج الوطني للقضاء على السكن الهش.
و من بين التجاوزات المسجلة في المدينة القديمة، استنادا لمصادرنا، قيام بعض أصحاب السكنات الآيلة للانهيار، استفادوا في الحصص الأولى ببيع شققهم لعائلات أخرى استغلت الوضع للتقدم بطلب الترحيل في إطار البرنامج المسطر للقضاء على السكن الهش، ما مكنهم من الاستفادة من سكن اجتماعي .
و تشير مصادرنا، إلى أن الحصة المعتبرة التي وجهت للمدينة القديمة، هدفها ترحيل جميع السكان القاطنين بالحي العتيق، تمهيدا لإعادة بعث مشروع إعادة الترميم، حيث تعيش العائلات المتبقية من عمليات ترحيل سابقة، وسط خطر الانهيارات، حيث تُسجل بشكل يومي انهيار أجزاء من البنايات الهشة في فصل الشتاء، ليتطور الوضع الى اقتحام السكنات المُشمعة.
كما استغلت عصابات إجرامية مختصة في السطو و الاعتداء و ترويج المخدرات و الدعارة، سكنات شاغرة، للعودة إليها رغم ترحيل عائلاتهم إلى أحياء جديدة، منهم منحرفون لم يستطيعوا التأقلم في أحيائهم الجديدة، رغم توفر كل الظروف الملائمة للعيش بأكثر راحة و بعيدا عن الضجيج و الانهيارات المتكررة.
و كان مرتادو المدينة القديمة في السنوات الماضية، يشتكون من استهداف العصابات بسرقة الأموال و الهواتف النقالة تحت التهديد بالسلاح الأبيض.
و يحصي الديوان البلدي لترميم المدينة القديمة بعنابة، حسب مصادرنا، 602 بناية قديمة، 44 بالمائة منها تستدعي الترميم و 37 بالمائة تستدعي الهدم، كما أن 76 بالمائة من مجموع البنايات القديمة في المدينة العتيقة هي تابعة لخواص، الأمر الذي يطرح صعوبات على مستوى التكفل بعملية تمويل أشغال ترميم البنايات القديمة من قبل مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري و مديرية الثقافة لتسوية الوضعية الإدارية لجميع السكنات، في ظل غياب مالكيها الأصليين.
حسين دريدح
