قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا في حق 6 أفراد ضمن شبكة مختصة في سرقة السيارات في حالة توقف، منهم واحد فقط اعترف بسرقة 14 مركبة، كانت تحول إلى مستودعات لإعادة بيعها بسعر يتراوح ما بين 20 و 40 مليونا، فيما التمس ممثل الحق العام في حقهم عقوبة 15 سنة عن جناية تكوين جمعية أشرار بغرض الإعداد لجناية ضد الأموال و جناية السرقة بتوافر الليل و التعدد و استحضار مركبة ذات محرك.
و تعود وقائع القضية إلى شهر أفريل 2019، عندما فتحت مصالح الأمن تحقيقا بناء على الشكاوى المقدمة من طرف بعض المواطنين، على إثر تفشي ظاهرة سرقة المركبات في حالة توقف و ذلك للكشف عن هوية الفاعلين بالتركيز على ذوي السوابق القضائية المعروفين على مستوى مصالح الأمن، لتورطهم في عدة قضايا مشابهة، حيث تم التوصل إلى المدعو (ع.و 34 سنة) يشتغل بحارا، يقيم ببلدية البوني في عنابة و ذلك بعد استغلال تسجيل مرئي لجريمة سرقة مركبة من نوع «شوفرولي» بتاريخ 14 أفريل 2019 على مستوى نهج الكونغو بعنابة، حيث تبين أن ثلاثة أشخاص قاموا بهذه العملية و كانوا على متن سيارة من نوع «شوفرولى أفيو» لمالكها المدعو (ع.ح) الساكن بعنابة، حيث أظهر هذا التسجيل أطوار عملية السرقة من طرف ثلاثة أشخاص استحضروا مركبة من نوع «بولو» بيضاء اللون، لم يتمكنوا من تحديد رقم تسجيلها، إلا أنه تم تحديد هوية المدعو (ع.و) و بإتمام إجراءات التحقيق، تم، حسب ما دار في جلسة المحاكمة من وقائع، توقيف المتهم الرئيسي بتاريخ 11 جوان 2019 بحي الميناديا و الذي بسماعه كشف عن هوية شركائه و يتعلق الأمر بكل من (ب.س)، (ر.ز)، (ل.ف)، (ح.م)، حيث صرح في جلسة المحاكمة بأنه قام بسرقة 14 مركبة بمختلف أصنافها، كما أقر بتورطه في عمليات السرقة التي استهدفت مركبات من نوع «هيليكس» و «شوفرولي آفيو» لما كانوا في حالة توقف و هما الأكثر استهدافا اعتمادا على خبرة شركائه في طريقة فتحهم لها و تشغيلها.
و كشفت تحقيقات مصالح الشرطة، ارتكابهم لعدة قضايا مطروحة على مستوى محكمتي برحال و الحجار، كما تم التوصل لتحديد هوية أغلب شركاء المتهم و عددهم 8 أشخاص يقيمون بخارج الولاية، يتكفلون ببيع المركبات بعد تهريبها من حدود عنابة.
و بعد توقيف جميع المتهمين، تم استرجاع بعض المركبات و منها «كيا بيكانتو»و « فولكس فاغن»، إلى جانب الكشف عن هوية موظف شرطة له علاقة بأفراد الشبكة و حسب تصريحات المتهم الرئيسي (ع.و)، فقد سرقت العصابة عددا كبيرا من السيارات لا يستطيع تحديد عددها، باستثناء التي شارك فيها، مضيفا بأنها كانت تحول إلى مستودعين، أحدهما بدائرة عين الباردة و آخر موجود بدائرة الخروب بقسنطينة، حيث تباع المركبات بسعر يتراوح ما بين 20 و 40 مليون سنتيم و تتم تسوية وثائقها أو بيعها مفككة من قبل شبكات أخرى. كما أنكر المتهمون الخمسة الموقوفون، ضلوعهم في عملية السرقة و تم رمي الاتهامات كلها على المتهم (ع.و) رغم مواجهتهم بشريط فيديو و كذا سوابق قضايا في سرقة السيارات، حيث أنكر المتهم (ب.أ) معرفته بالمسمی (ع.و)، كونه يعمل بالسيارة التابعة لوالده في نقل المسافرين بطريقة غير شرعية خلال الفترة المسائية و قد قام في عدة مناسبات بنقل (ع.و) إلى مقر إقامته في حي سيدي سالم بمقابل مالي و لم يسبق له و أن قام بمشاركته في السرقات كما يدعي، مضيفا بأنه سبق له و أن تلقى عدة مكالمات هاتفية من المتهم.
و لدى استجواب الضحية (ل.س)، صرح بأنه قام بركن سيارة من نوع «شوفرولي آفيو» بالقرب من مدخل المسكن و عند استيقاظه في صبيحة اليوم الموالي الموافق لـ 17 ديسمبر 2018 حوالي الساعة 6 صباحا، تفاجأ بعدم وجودها في موقع الركن، مع العلم بأن الحي غیر محروس، فتوجه مباشرة إلى مقر الأمن الحضري لإيداع الشكوى و أكد أن السيارة لدى الاستيلاء عليها، كانت وثائقها بحوزته و أضاف بأنه استعان بتسجيلات المراقبة الخاصة بالمنزل، حيث أظهرت وصول سيارة نوع «إبيزا» بيضاء اللون و نزل شخصان منها، ثم قاما بفتح السيارة و سرقتها دون استرجاعها. حسين دريدح