تجاوزت المخازن العمومية لبيع بذور الحبوب بقالمة، مرحلة الضغط الكبير الذي عاشته في بداية الموسم الفلاحي الجديد 2021/2022 و تمكنت من تغطية حجم الطلب المقدم لها من طرف منتجي مختلف أنواع الحبوب، حيث تجاوز حجم المبيعات سقف 98 ألف قنطار بنهاية حملة الحرث و البذر، في تطور متواصل تحرزه مخازن الولاية في السنوات الأخيرة.
و حسب إدارة مخازن البذور المتواجدة بالأقاليم المنتجة للحبوب، فإن مبيعات بذور القمح الصلب جاءت في المرتبة الأولى بنحو 77 ألف قنطار، تليها مبيعات بذور القمح اللين بنحو 19 ألف قنطار، في حين بلغت مبيعات بذور الشعير ألفي قنطار. و تعتمد مخازن البذور بقالمة على عدة أصناف من القمح الصلب و اللين الملائم لتربة و مناخ الأقاليم المنتجة، حيث وافق المهندسون على اعتماد هذه الأصناف و بيعها للمزارعين الذين يواجهون تحديات كبيرة لتطوير الإنتاج و زيادة المردود العام للهكتار الواحد، لتغطية تكاليف الإنتاج و دعم الاحتياطي الوطني من القمح بنوعيه اللين و الصلب، إلى جانب الأعلاف التي تعرف تراجعا بالولاية في السنوات الأخيرة، رغم زيادة الطلب عليها من طرف مربي الأغنام و الأبقار. و مازال منتجو القمح بقالمة ينتظرون تطوير أصناف جديدة من بذور القمح لمواجهة التغيرات المناخية التي تعرفها المنطقة و ما نتج عنها من موجات جفاف و أمراض فطرية متلفة للحقول الواسعة، و خاصة بسهل الجنوب الكبير، الذي يعد أحد أهم الأقاليم المنتجة للقمح بشرق البلاد.
و ليست المخازن العمومية وحدها التي تبيع بذور الحبوب بقالمة فنهاك تعاونيات الخدمات الفلاحية للخواص المعتمدين من طرف الهيئات المعنية، لكن الأسعار مرتفعة خارج المخازن الحكومية التي تبقى المرجع الرئيسي في مجال الجودة و الضمان و أسعار في متناول المزارعين، مما جعلها عرضة للضغط الكبير مع بداية كل موسم جديد، حيث تلبي ثلثي الاحتياجات المقدرة بنحو 150 ألف قنطار من مختلف أنواع البذور.
فريد.غ