أجرى فريق طبي من المستشفى الجامعي بوهران 94 عملية جراحية دقيقة لمرضى ولاية قالمة على مدى 3 أيام، في إطار برنامج تعاون و توأمة مع 3 مستشفيات محلية هي الحكيم عقبي بمدينة قالمة و مستشفى مدينة بوشقوف و مستشفى الأمير عبد القادر بمدينة وادي الزناتي.
و قد أوفد المستشفى الجامعي بوهران طاقما طبيا متخصصا للقيام بهذه المهمة الإنسانية لفائدة العشرات من المرضى الذين ينتظرون دورهم لإجراء العمليات الجراحية على المسالك البولية و أمراض النساء و التوليد و الطب الداخلي.
و تم تسخير كل الإمكانات المادية و البشرية للفريق الطبي حتى يؤدي عمله في ظروف ملائمة بقاعات الجراحة، و هذا بمساعدة الطواقم الطبية العاملة بقطاع الصحة لولاية قالمة.
و في نهاية المهمة نظمت والي قالمة لبيبة ويناز حفل استقبال يوم الخميس على شرف كل الطواقم الطبية المشاركة في الأيام الجراحية، التي كانت فرصة لتبادل الخبرات و التجارب الجراحية الدقيقة بين أساتذة الطب و الجراحة بالمستشفى الجامعي بوهران، و الطواقم الطبية العاملة بالمستشفيات الحكومية المحلية حيث تتوفر قالمة على قليل من الكفاءات المميزة في مجال الجراحة ببعض التخصصات، لكنها تبقى في حاجة إلى المزيد من التعاون و الهياكل و التجهيزات المتطورة، حتى تؤدي عملها في ظروف جيدة.
و تعرف ولاية قالمة عجزا كبيرا في الخدمات الطبية المتخصصة، و خاصة في مجال الجراحة الدقيقة حيث تبقى المستشفيات الجامعية بقسنطينة و عنابة، و العيادات الخاصة الحل الوحيد أمام مرضى الولاية، في انتظار دعم قطاع الصحة بالمزيد من الكوادر الطبية المتخصصة و المستشفيات الجديدة التي ظلت مطلبا ملحا للسكان بعد أن أصبحت المستشفيات القديمة بوادي الزناتي و قالمة و بوشقوف غير قادرة على مواجهة الضغط الكبير من مرضى الولاية في ظل الارتفاع المتواصل لتعداد السكان الذي تجاوز نصف مليون نسمة.
و مازال مرضى قالمة يوجهون باستمرار إلى المستشفيات الجامعية بعنابة و قسنطينة لإجراء العمليات الجراحية المستعصية، بسبب نقص الجراحين المختصين في الجراحة الدقيقة، و يأمل سكان قالمة في تكثيف برامج التعاون مع المستشفيات الجامعية الوطنية، و دعم المنظومة الصحية المحلية بمزيد من الكفاءات الطبية لوضع حد للتحويلات المستمرة و ما ينجر عنها من متاعب للمرضى و ذويهم و إنهاك للموارد المادية و البشرية للقطاع.
فريد.غ