من المنتظر عودة غرف العمليات بمستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة للنشاط و إجراء الجراحة، هذا الأسبوع، بعد توقف دام نحو شهر، بسبب أعمال تهيئة و صيانة، حيث شملت الأشغال قاعة الجراحة العامة و كذا المسالك البولية بالطابق الثاني، أين تم تجديد كامل للتجهيزات و صيانة العتاد الطبي.
و استنادا لمصدر مسؤول للنصر، فإن المديرية العامة لمستشفى ابن رشد الجامعي، تعمل على توفير الجو الملائم لعمل مختلف الطواقم الطبية، بهدف إجراء العمليات الجراحية وفقا للشروط الصحية المعمول بها و تفادي انتقال العدوى و انتشار الفيروسات، لحماية الأطباء و الجراحين و المساعدين الطبيين من جهة و الحفاظ على صحة المريض و كذا الرفع من مردودية قاعات العمليات التي شهدت توقفا مؤقتا عدة مرات، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا .
و وفقا لمصادرنا، فقد أطلقت إدارة المستشفى الجامعي مشاريع صيانة و إعادة تهيئة بعدة مصالح على مستوى 4 مستشفيات، يجري إنجازها بالإمكانيات المادية و البشرية الخاصة بالمستشفى الجامعي، دون اللجوء لعقد صفقات مع مقاولات مختصة في الطلاء و الترصيص الصحي و غيرها من الأشغال، تم خلالها تسخير عمال المستشفى المؤهلين و هو ما سمح بتوفير مبالغ مالية معتبرة، بعد أن كانت تكلف أشغال صيانة مصلحة واحدة أزيد من 500 مليون سنتيم باحتساب جميع التكاليف، فيما يضطر المستشفى لإبرام صفقات تتعلق بالأشغال الكبرى التي تتطلب عتادا. و قد اعتمد المستشفى على إمكانياته في إعادة تهيئة و ترميم قاعات العمليات على مستوى مستشفى ابن رشد و من المنتظر أن تستلم مصلحتا الجراحة العامة و المسالك البولية و كذا غرف العمليات نهار اليوم، على أن تبرمج الجراحة يوم الأربعاء، وفقا للبرنامج المسطر، أين يتواجد عدة مرضى في الانتظار لإجراء عمليات جراحية مستعجلة، خاصة المعقدة منها التي يصعب إجراؤها لدى المصحات الخاصة.
و في سياق متصل، استفادت مصلحتا أمراض القلب و الإنعاش الطبي، من عملية إعادة التهيئة و التوسيع وفقا لتصاميم حديثة، سمحت بتنظيم عملية استقبال المرضى و التكفل الجيد بهم، حيث ارتفعت طاقة استيعاب مصلحة أمراض القلب و الشرايين إلى 50 سريرا جديدا بدلا من 26 سريرا قبل عملية التهيئة، بالإضافة إلى توسيع مصلحة الإنعاش الطبي لتشمل 21 سريرا بدلا من 6 أسرة، فضلا عن استفادة المصلحتين المذكورتين من التجهيزات اللازمة و التدابير الجديدة، التي انعكست بالإيجاب من ناحية تحسين الخدمات الصحية و التكفل الأمثل بالمرضى الوافدين من كل الولايات المجاورة.
و ذكرت مصادرنا، أن قسم القسطرة بمصلحة طب أمراض القلب و الشرايين في مستشفى ابن سينا بعنابة، ينتظر شروع فريق تقني في تركيب التجهيزات الجديدة، بعد اقتناء العتاد و انتهاء التهيئة بقاعة الجراحة، حيث يرتقب الانتهاء من وضع التجهيزات حيز الخدمة خلال الأسابيع المقبلة، لاستئناف العمليات الجراحية بأحد أكبر الأقسام الحساسة على مستوى مصلحة طب القلب و الشرايين الرائدة في هذا المجال على المستوى الوطني، حيث سمحت عمليات إزالة انسداد الشرايين بإنقاذ حياة المئات من المرضى المحوّلين من مختلف الولايات الشرقية، مع توفر جراحين من المستوى العالي.
و جاء اقتناء تجهيزات مصلحة قسم القسطرة و إعادة تهيئتها، بعد تدخل و تقديم إعانة مالية من قبل مصالح الولاية، بعد 3 سنوات من التوقف عن العمل، بسبب تعطل أهم الوسائل الطبية المستخدمة في إجراء عمليات إزالة انسداد الشرايين، ما نجم عنه تحويل المرضى إلى مستشفيات و مصحات أخرى بوسط و غرب البلاد. و في ذات السياق، قدم وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، في زيارته الأخيرة لولاية عنابة، لدى اطلاعه على مخطط إنجاز المستشفى الجامعي الجديد بالقطب الصحي البوني، ملاحظات تتعلق أساسا بقاعات الجراحة، دعيا لإنجاز قاعة جراحة ضخمة وحيدة في الطابق الأول من البنايات المبرمج إنجازها، بدل إنشاء غرفة عمليات في كل مصلحة، بهدف تركيز الجهود على موقع واحد و جعل مُسيّر واحد فقط يتابع عمل الأطباء الجراحين و يوفر المستلزمات الطبية في حينها، بدل تشتيت الجهود و الإمكانيات و تفريقها على عدة مصالح، مع مراعاة معايير السرعة و الأداء، بالإضافة إلى تدعيم جميع المصالح الاستشفائية بأسرة الإنعاش.
و حسب البطاقة الفنية لمشروع المستشفى الجامعي الجديد، فإن المؤسسة تستوعب 500 سرير للاستشفاء و تتوسط عدة مشاريع صحية بقطب البوني.
حسين دريدح
