أمر والي الطارف، حرفوش بن عرعار، أمس، خلال اجتماع مجلس الولاية، رؤساء البلديات بإعداد دفاتر شروط مضبوطة لاستغلال المنابع الحموية المستغلة حاليا بطريقة تقليدية أو فتح المجال للاستثمار الخاص لتثمين هذه الموارد الهامة.
وأكد الوالي ضرورة تضافر الجهود لإعطاء هذا القطاع القيمة المضافة، بما يسهم في ترقية السياحة الحمومية بالنظر للخصائص العلاجية الهامة لهذه المنابع وما تتوفر عليه الجهة من قدرات كبيرة في هذا المجال، ومن ثمة تثمين هذه الثروات في دعم مداخيل البلديات، مع التوجه نحو الاستثمار الخاص الفعال تحت متابعة لجنة ولائية مكلفة بالملف.
و أبدى المسؤول استياءه من وضعية أغلب المنابع الحموية، حيث أن بعضها غير مستغل وأخرى تستغل بطريقة تقليدية، ناهيك عن الأخطار التي تشكلها على سلامة الزوار، بسبب غياب شروط الصحة و النظافة و كذا حالة بناياتها القديمة المهددة بالانهيار أمام افتقارها للترميمات.
كما انتقد الوالي تأخر إنجاز المشاريع التي تمت الموافقة عليها و أوعز ذلك إلى انعدام النية لدى هؤلاء المستثمرين الذيم ما زالت مشاريعهم تراوح مكانها وأغلبها لم تنطلق به الأشغال في الميدان رغم تخصيص الأرضيات للمعنيين.
وأقر رؤساء البلديات المعنية بعجزهم عن تسيير هذه المنابع بفعل ضعف إمكانياتهم ومحدودية الميزانية، مقترحين فتح باب الاستثمار أمام الخواص لترقية الساحة الحموية، خاصة أن المنابع ملك للبلدية، وهو ما ذهبت إليه مديرة السياحة التي دعت لفتح الاستثمار الخاص في هذا المجال، بهدف الرفع من قدرات الإيواء وتوفير مداخيل للبلديات واستحداث مناصب شغل.
واقترح مدير الإدارة المحلية، منح قروض مالية من ميزانية الولاية وميزانيات أخرى لفائدة البلديات، لاستغلال المنابع الحموية، بينما أعلنت مديرة السياحة خلال العرض الذي قدمته، عن اعتماد 7 مشاريع حموية، اثنان منها بالزيتونة و بحيرة الطوير، وآخرين ببلدية حمام بني صالح، بطاقة تشغيل 1439 شخصا و استحداث ما يقارب 500 منصب آخر.
و أشارت المسؤولة إلى أنه و بناء على التوجيهات المنبثقة عن مخطط التهيئة السياحية للولاية، تمت المصادقة على دراسة هيدروجيولوجية و تهيئة 6 منابع حمومية خاصة، مع تحديد قوة تدفق المياه من هذه المنابع و درجة حرارتها. و أفادت مديرة السياحة بأنه و بعد الانتهاء من عملية الجرد التي قامت بها الوصاية للمنابع الحموية عبر الولاية، تم الشروع كذلك في تشخيص من قبل مصالحها، للوقوف على وضعية هذه المرافق و واقع استغلال الفضاءات المسيرة من قبل البلديات والتي تستقطب أعدادا كبيرة من المواطنين.
و أكدت المتحدثة، توفر الولاية على 10 منابع حموية، منها 6 مستغلة و أربعة غير مستغلة لصعوبة الوصول إليها بكل من بلديات شيخاني، بني صالح، بوحجار و الزيتونة، فيما يبقى استغلال المنابع الحموية المحلية يسير بطريقة تقليدية أمام افتقارها للتهيئة و هو ما انعكس على تدهور حالتها و غلق بعضها بعد أن بات مهددا بالانهيار، مستعجلة هدم البنايات القديمة الموجودة بها، لما تشكله من أخطار على الأرواح و الصحة العمومية بالنظر لانعدام شروط النظافة، مع تأكيدها أهمية تهيئة المنابع و منحها للاستثمار العمومي أو
الخاص. نوري.ح