سجل منسوب سد عين زادة ببلدية عين تاغروت، شرق ولاية برج بوعريريج، ارتفاعا بأزيد من مليون متر مكعب خلال الأيام الأخيرة التي شهدت فيها الولاية تساقط الأمطار بغزارة على مدار ثلاثة أيام كاملة،ما أعاد الروح للعديد من المنابع العمومية و الآبار التي جفت، فضلا عن ارتفاع منسوب السدود والمجمعات المائية.
و أكد مدير الموارد المائية بولاية برج بوعريريج، للنصر، أن المخاوف من تأثير موجة الجفاف التي شهدتها الولاية على مدار السنوات الفارطة، بدأت تتلاشى بعد التساقط الأخيرللأمطار بمعدلات معتبرة، الأمر الذي سمح بارتفاع منسوب المياه بالسدود، بما في ذلك سد عين زادة بالكمية المذكورة سالفا، حيث ارتفع منسوبه الاجمالي إلىأزيد من 13 مليون متر مكعب، في ظرف وجيز بعدما كان لا يتجاوز 12 مليون متر مكعب، و كان قبل أشهر مهددا بالتراجع والانخفاض إلى أقل من عشرة ملايين متر مكعب، ما صعب من عمليات الضخ إلى محطة المعالجة والانتاج، و زاد من متاعب توفير هذه المادة الضرورية للساكنة، مع العلم أن 12 بلدية يتم تموينها من مياه هذا السد، بما في ذلك سكان بلدية البرج عاصمة الولاية، باحتياج يومي يفوق 60 ألف متر مكعب.
و أشار ذات المتحدث، إلى أنه ورغم تسجيل ارتفاع في منسوب المياه، وانتعاش موارد القطاع مؤخرا، بعد موجة تساقط الأمطار الأخيرة و ما سبقها من تساقط للثلوج والأمطار خلال فصل الشتاء، فإن واجب ترشيد الاستهلاك يبقىقائما ومطلوبا، وحتمية يفرضها واقع القطاع، كون أن مخزون المياه يبقى جد محدود مقارنة بحجم الاحتياج المتزايد وموجة الجفاف التي طال أمدها لسنوات، خصوصا خلال فترة العامين الفارطين التي شهدت شحا في معدلات التساقط وشبه انعدامها على مدار أشهر،بما في ذلك خلال فصل الشتاء الذي يعول عليه لزيادة منسوب السدود من مياه الأمطار والثلوج، و استمرار موجة الجفاف إلى باقي الفصول، بما في ذلك فترة الخريف التي عادة ما كانت تشهد معدلات تساقط موسمية للأمطار تساعد على تجاوز وتعويض كميات المياه المستهلكة خلال فصل الصيف الذي عادة ما تكون معدلات التساقط فيه شبه منعدمة .
و زيادة على هذا يبقى منسوب مياه سد عين زادة بعيداعن طاقة الاستيعاب الإجمالية التي تصل إلى 125 مليون متر مكعب، اذ يمثل المنسوب الحالي ما نسبته حوالي 10 بالمائة، ويرتقب أن يشهد ارتفاعا بتساقط الأمطار مستقبلا، وتدعيم حصص الولاية من سد موان، بالإضافة إلى حصة 14 ألف لتر يوميا من المياه المعالجة، التي تستفيد منها بلديات الولاية، من هذا السد يوميا، حسب ما أكده مدير الموارد المائية، ما سيساعد على تلبية احتياجات المواطنين، والحفاظ على نفس الحصص الموجهة لمختلف البلديات، وتدعيمها بمياه الآبار و الأنقاب الجديدة، التي منها من أنجزت خلال العامين الفارطين لمواجهة موجة الجفاف وتوفير بدائل متنوعة لتسيير أزمة المياه و تموين الساكنة مع التقليل من فترات الانقطاع، خاصة على مستوى المدن الكبرى، التي عادة ما يعاني قاطنوها من التذبذب في عمليات التوزيع، وانقطاع التموين لفترات تزيد عن الأسبوع، خلال فترات شح المياه و بالأخص خلال موسم الحر، ما يدفعهم إلى جلب مياه الصهاريج والاكتواء بتكاليفها .
ع/ بوعبدالله