وافق والي ميلة، عبد الوهاب مولاي، على طلب مدير المصالح الفلاحية بإصدار قرار يمنع الفلاحين من مواصلة عملية الحصاد وقت ارتفاع درجة الحرارة وبلوغها الذروة، من منتصف النهار لما بعد صلاة العصر، وذلك للحد من مخاطر اندلاع الحرائق التي تكون الآلات الزراعية من حاصدات وجرارات، غالبا، سببا في انبعاث شرارتها الأولى.
مدير المصالح الفلاحية، علي فنازي، وفي عرضه المقدم أمس لوالي الولاية وأعضاء اللجنة الأمنية بمقر المزرعة النموذجية خلافة أحمد في بلدية تيبرقنت، بمناسبة إعطاء إشارة انطلاق حملة الحصاد والدرس، أوضح بأن الفترة التي عرفت انطلاق معظم حرائق المحاصيل الكبرى كانت محصورة بين منتصف النهار إلى غاية الساعة الرابعة مساء، آخرها الثلاثة المسجلة، زوال أول أمس الأحد.
وأضاف فنازي أن هذه الفترة بالذات تتميز بالارتفاع الكبير للحرارة وهبوب الرياح الساخنة، وقد أعطيت توجيهات بضرورة أخذ قسط من الراحة خلالها، حفاظا على غلة الموسم، غير أن الاستجابة لهذه النصائح كانت محدودة، الأمر الذي يستوجب إصدار نص قانوني يمنع الحصاد في هذا التوقيت، بالتزامن مع عمل القوافل التحسيسية المشتركة بين مختلف القطاعات لمكافحة الحرائق وشروع مؤسسة سونالغاز في معالجة النقاط السوداء المسجلة على أعمدتها الكهربائية من قبل أعوان المصالح الفلاحية.
وفضل ذات المصدر، عدم الخوض في توقعات الإنتاج للموسم الفلاحي الجاري، بل ركز على المساحة المعتبرة التي اضطرت إدارته لإسقاطها من حساب الحصاد، جراء تضررها من حالة الإجهاد المائي والمقدرة بـ 27 ألفا و 312 هكتارا، منها 17 ألفا و 693 هكتارا من القمح الصلب، 4736 هكتارا من القمح اللين و 3653 هكتارا من الشعير وكذا 1230 هكتارا من الخرطال.
وسُجل نقص في مردود الموسم الجاري، إذ نزل هذه السنة في بعض المناطق المعروفة بوفرة الإنتاج إلى النصف، تضاف إليها 22 هكتارا من مختلف المحاصيل والتي التهمتها الحرائق حتى عشية الأحد، لتبقى المساحة القابلة للحصاد تتمثل في 90 ألفا و 206 هكتارات من أصل 117 ألفا و 528 هكتارا، منها 55 ألفا و 676 هكتارا من القمح الصلب، 16 ألفا و 398 هكتارا من القمح اللين، 14 ألفا و 930 هكتارا من الشعير والباقي خرطال.
وبهذه الوضعية وكذا الغلة التي تعمل المصالح الفلاحية على جمعها، فإنها لن تطرح إشكالية في التخزين، الذي تتجاوز سعته النظرية 2 مليون قنطار، علما بأن تعاونية الحبوب والبقول الجافة فتحت نقاطها لاستقبال غلة الموسم منذ 27 من شهر ماي الفارط .
أما عن البقول الجافة، فإن المساحة المنتظر جنيها، تتربع على 6478 هكتارا، منها 4560 هكتارا خاصة بمادة الحمص، 1027 هكتارا من العدس، وقد حصد منها 28 هكتارا حتى الأمس، كما عانت المساحة المزروعة بالسلجم الزيتي من مشكلة الجفاف التي أتت على 562 هكتارا، لتبقى المساحة القابلة للحصاد، تشمل 604 هكتارات.
إبراهيم شليغم
