حقّق صنف جديد من الطماطم الصناعية بقالمة إنتاجا معتبرا بلغ نحو 1700 قنطار في الهكتار الواحد بإحدى حقول محيط السقي المتربع على مساحة 10 آلاف هكتار، موزعة على 9 بلديات بسهل سيبوس أين تقع أجود الأراضي المسقية بشرق البلاد.
و حسب المهندس الزراعي ثامر بوجاهم المشرف على التجربة، فإن الصنف الجديد يسمى"أسيل"، مضيفا بأن المسارات التقنية المجدية، و المتابعة الميدانية المكثفة، تعد عوامل أساسية في زيادة الإنتاج الزراعي في الجزائر، ليس في الطماطم الصناعية وحدها، بل في كل المحاصيل الإستراتيجية كالقمح و البطاطا.
و يمتاز الصنف الجديد من الطماطم الصناعية بقوة الإثمار و مقاومة الأمراض النباتية و الجفاف الذي أصبح يميز المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث تكفي كميات قليلة من المياه المتدفقة عبر نظام التقطير لنمو نبتات الطماطم بكثافة، و دخولها مرحلة الإزهار، ثم النمو و النضج المنتظم، حيث يمكن جني الحقل كله بنسب تكاد تكون منعدمة من الطماطم غير الناضجة، و هي مشكلة مرتبطة بأصناف أخرى و يعاني منها المنتجون و أصحاب مصانع التحويل.
و قد دخلت حقول الطماطم الصناعية بقالمة مرحلة الجني، و بدأت الطوابير تتشكل أمام مصانع التحويل التي تعمل بطاقتها القصوى على مدار الساعة تقريبا لاستقبال شحنات الطماطم و تقليص مدة الانتظار، و تخفيف المعاناة عن المزارعين و الناقلين، الذين يعدون حلقة مهمة في الإنتاج الزراعي بقالمة، حيث يتولون مهمة النقل من الحقول إلى المخازن و غرف التبريد و مصانع التحويل.
ويعمل المهندسون الزراعيون بقالمة على تطوير أصناف جديدة من الطماطم الصناعية و البطاطا و القمح، لمواجهة التغيرات المناخية التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث تراجعت معدلات التساقط، و أنخفض احتياطي سد بوحمدان، المغذي الرئيسي لمحيط السقي، مما أدى إلى انحسار مساحات الطماطم الصناعية هذا الموسم، خلافا للسنوات الماضية عندما ظل هذا المحصول الغذائي الهام يغطي أكبر مساحة من الأراضي المسقية بالمنطقة.
ويرى منتجو الطماطم الصناعية بقالمة بأن التجربة التي حققها صنف "أسيل" جديرة بالاهتمام و مشجعة على تطوير هذه الشعبة، التي تكتسي أهمية كبيرة في معركة الأمن الغذائي التي يخوضها المهندسون و المزارعون عبر مختلف ولايات الوطن، مواجهين تحديات كبيرة كالجفاف و الحرارة الموسمية القوية وارتفاع تكاليف الإنتاج.
فريد.غ