يشهد شاطئ كتامة بمدينة جيجل، تجاوزات عديدة من قبل شباب يستغلون الكراسي و الطاولات و المظلات لاحتلال أماكن قريبة من البحر، فيما تدخلت مصالح الأمن وقامت بحجز أزيد من 160 وحدة في تدخلات لها على مستوى عدد من الشواطئ.
r ك. طويــــــــــــل
ومنذ بداية موسم الاصطياف، يشهد شاطئ كتامة إقبالا كبيرا للمصطافين الباحثين عن الراحة طوال اليوم، وقال مواطنون للنصر، إنهم يقبلون على المكان بسبب قربه من المدينة و كذا طول المساحة الرملية، و توفر مختلف الخدمات من أكشاك و مطاعم بأسعار تنافسية، لكنهم في كل مرة يتفاجأون بتصرفات غير مسؤولة من قبل شباب، يمنعونهم من وضع الطاولات و الكراسي بالقرب من مياه البحر، بالإضافة إلى استحواذهم على المسافة الأولى من الشاطئ.
وذكر مصطاف قدم من ولاية تبسة، بأنه وجد صعوبة كبيرة في الأيام القليلة الماضية، إذ اعترضه شباب و هو بصدد وضع مظلته بالقرب من مياه البحر، وقال المتحدث «مُنعت من قبل شباب من وضع المظلة، لم أفهم بأي سلطة يمارسون تسلطهم و منعهم للأشخاص، وقد صعّب علي الوضع مراقبة أبنائي الصغار أثناء السباحة».
وقالت عائلات بأنها وقعت في نفس المشكلة مع مجموعة من الشباب بالشاطئ، بحيث تفاجأ المواطنون بمجموعة طاولات تملء المساحة الأمامية للشاطئ و عندما حاولوا وضع الكراسي و الطاولة، قام شباب بمنعهم و طلبوا منهم وضعها خلف طاولاتهم، مشيرين إلى أنهم أبلغوا المصالح الأمنية بهذه التصرفات.
مصطافون يُمنعون من وضع شمسياتهم
وعبر بعض من تحدثنا إليهم عن الانزعاج الكبير من المضايقات المستمرة، التي يتعرضون لها من قبل المستحوذين على الشاطئ، ما يجعلهم يهربون إلى المساحة المتبقية من الرمال و المتاحة «مجانا»، كونهم، مثلما أكدوه لنا، يجدون صعوبة في تثبيت مظلاتهم في المساحة القريبة من البحر، و يطالبهم المستغلون غير الشرعيين بتسديد مبالغ مالية للحصول عليها.
و يرى مواطنون بأن المشكلة الأكبر لا تتمثل في احتلال الشاطئ، بل في التصرفات غير المسؤولة و طريقة التعامل و منع العائلات من الاقتراب من رمال البحر، خاصة أن العديد منها تريد مراقبة أطفالها الصغار عن قرب.
و يشتكي المصطافون في كل مرة، من عدم إيجاد مكان شاغر قريب من البحر، من أجل نصب مظلاتهم رفقة أسرهم و الاستمتاع بمياه البحر، مبرزين بأن الشاطئ يتم احتلاله من قبل أصحاب الشمسيات ما يضطرهم إلى اللجوء لاستئجارها بأثمان باهظة قصد الاستجمام، فيما ذكر آخرون بأنهم ليسوا ضد كرائها، لوجود مصطافين لا يملكون مظلات، لكن يجب ترك المساحة الكافية للآخرين و عدم نصب المظلات في الصفوف الأولى من الشاطئ.
حيل للاستحواذ على الصفوف الأولى
و يلجأ أصحاب الشمسيات إلى العديد من الحيل من أجل نصبها بطرق غير قانونية، على غرار وضع سلات القمامة على مسافة قريبة من البحر، و في كل مرة يقومون بسحبها بوضع طاولات على شكل طولي، مع اللجوء إلى طريقة أخرى، عبر ترك شباب جالسين في الطاولات.
و قد قامت، أمس، مصالح الأمن بمداهمة في الصباح الباكر، لشاطئ كتامة، من أجل حجز الطاولات و الكراسي المنصبة بطرق غير قانونية، أين تم حجز مجموعة منها، و هي عملية ثمنها المواطنون، حيث مكنتهم من وضع المظلات بأريحية بالقرب من الشاطئ.
و أوضحت مصالح الأمن بجيجل في بيان صادر عنها، بأنه و في إطار تفعيل المخطط الأزرق الخاص بموسم الاصطياف لسنة 2022، نُظمت عملية مداهمة شرطية تحت إشراف إطارات و أعوان من المصلحتين الولائيتين للأمن العمومي و الشرطة القضائية، كتيبة التدخل السريع، الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية و كذا أمن الحواضر الثالث و الخامس، و ذلك على مستوى شاطئي كتامة و عوقة وسط مدينة جيجل، لمحاربة ظاهرة الاستغلال غير الشرعي للشواطئ و كذا ظاهرة إنشاء حظائر غير شرعية لركن المركبات.
مخطط أمني لتأمين الشواطئ
هذه العملية تأتي، بحسب المصدر ذاته، مواصلة لمختلف الخرجات الميدانية اليومية التي باشرتها مصالح أمن ولاية جيجل منذ بداية موسم الاصطياف لسنة 2022، للسهر على ضمان أمن المصطافين المتواجدين على مستوى الشواطئ التي تدخل ضمن قطاع الاختصاص، و ذلك بكل من بلديات جيجل، العوانة و زيامة منصورية، إلى جانب محاربة مختلف الظواهر السلبية التي يمكن أن تعكر راحة المواطنين.
و تم إلى غاية يوم أمس، حجز ما يفوق 160 وحدة من العتاد المستعمل على مستوى الشواطئ على غرار الكراسي و الطاولات البلاستيكية، المظلات الشمسية و الخيم، حيث كان أصحابها يحاولون نصبها باستغلال مساحات داخل الشواطئ بطريقة غير شرعية.
كما تم في ذات السياق، توقيف ثلاثة أشخاص لقيامهم بإنشاء حظائر بطرق غير شرعية لركن المركبات. و تبقى هذه المداهمات مستمرة طوال موسم الاصطياف، و يُهدف من خلالها إلى مرافقة المصطافين و حمايتهم من الوقوع ضحايا لمثل هذه السلوكيات و الظواهر السلبية، و كذا التصدي لكل التجاوزات أو المضايقات التي قد يتعرضون لها أثناء تواجدهم على مستوى الشواطئ لقضاء عطلتهم الصيفية، بحسب بيان مديرية الأمن الولائي.