أعلنت مديرية الحماية المدنية بسطيف، عن تمكن الفرق المتدخلة، من الإخماد الكلي للحريق الغابي ببلدية عين السبت الواقعة في أقصى شمال شرق سطيف و الذي اجتاح مساحة إجمالية قدرها 250 هكتارا و تسبب في إتلاف الثروة الغابية و الفلاحية بالمنطقة.
و أفادت المديرية، بأن عمليات الحراسة و المعاينة و إخماد المواقد المتوهجة متواصلة و ذلك بتسخير 15 شاحنة تدخل و 60 عون تدخل بمختلف الرتب.
و تسبب حريق عين السبت الذي اندلع في المنطقة المسماة "النويدرة"، ثم انتشر في بقية القرى المجاورة بفعل قوة الرياح، في وفاة امرأتين متأثرتين بحروق بليغة (امرأة و ابنتها 58 سنة و31 سنة) و إصابة أشخاص آخرين بحروق و الاختناق بالدخان.
و بسبب شدة الحريق و سرعة الرياح، فقد تدخلت السلطات المحلية بتلك المنطقة لإخلاء بعض المداشر من ساكنتها مؤقتا و توجيههم نحو أماكن آمنة لغاية زوال الخطر نهائيا.
و استطاعت أيضا الفرق المتدخلة، من إخماد الحريق الذي شب بقرى بلدية ماوكلان، بعد تسخير الوسائل اللازمة للوحدات الأربع المجاورة و رتل الحماية المدنية الخاص بولاية سطيف.
و حسب الإحصاءات الأولية، فإن الحريق أتى هو الآخر على مساحات هامة من الأحراش و البساتين.
كما تم التحكم بصورة نهائية في الحريق الذي اندلع بمنطقة "تازورت" ببلدية بابور الشمالية، على حدود بلدية "ايراغن" التابعة لولاية جيجل و الذي تسبب في إتلاف أربعة هكتارات من الأحراش و بساتين الأشجار المثمرة، مع تسجيل احتراق 90 شجرة مثمرة من مختلف الأصناف.
و شهدت مختلف مناطق ولاية سطيف في الساعات الماضية، تسجيل حرائق أخرى بعدد من البلديات، مثل: تالة ايفاسن، معاوية، بئر العرش و جميلة، لكن دون تسجيل خسائر كبيرة، بعد التدخل السريع من قبل مختلف فرق الحماية المدنية ومحافظة الغابات.
و قام والي سطيف رفقة السلطات المدنية و العسكرية، أمس الأول، بزيارة بلدية عين السبت، للوقوف على عملية إخماد الحرائق التي مست الغطاء النباتي بالمنطقة، داعيا الفرق المتدخلة لتعزيز التواجد الميداني لكافة الوحدات، من أجل ضمان التدخل العاجل حال نشوب حرائق جديدة.
و زار الوالي عائلة الضحيتين المتوفيتين بسبب الحريق، مقدما واجب العزاء، مؤكدا أن السلطات العمومية ستقدم قريبا التعويضات لجميع المتضررين.
و انطلقت، ليلة الخميس الماضي، أولى القوافل التضامنية من ولاية سطيف إلى مواطني ولايتي سوق أهراس و الطارف.
القافلة الأولى محملة بأطنان من المواد الغذائية، المياه المعدنية، المواد الطبية و مختلف المستلزمات الضرورية.
و حسب تأكيدات الوالي لدى إشرافه على انطلاق القافلة الأولى، فإن مصالحه تعكف حاليا على ضبط الاستعدادات الخاصة بتنظيم عمليات تضامنية أخرى، لمساعدة المواطنين المتضررين لتجاوز هذا الظرف الصعب، مضيفا أن العديد من المتعاملين الاقتصاديين و المحسنين بالولاية، لبوا النداء سريعا و قدموا المساعدات الإنسانية الهامة لصالح سكان الولايتين المتضررتين.
و في السياق نفسه، قدمت العديد من البلديات الشمالية، مساعدات مستعجلة للمناطق المتضررة من الحرائق و على رأسها عين السبت، بابور و ماوكلان، تمثلت في مواد غذائية و صهاريج المياه الصالحة للشرب، من أجل توفيرها لصالح العائلات التي تم ترحيلها بصورة مؤقتة إلى أماكن آمنة في المدارس الابتدائية.
أحمد خليل
