أمر والي عنابة، جمال الدين بريمي، بالإسراع في إنهاء ورشات التنظيف التي مست تراب الولاية، لحمايتها من الفيضانات مع اقتراب موسم الأمطار، خاصة على مستوى النقاط السوداء و إنهاء الأشغال الجارية على مستوى الوديان، في ما يتعلق بالجهر و إنجاز الخرسانة، تفاديا للخسائر التي قد تحدث من جراء السيول الجارفة للأمطار و تكرار سيناريو طوفان 2019.
و أسفرت التحضيرات الاستباقية للوقاية من خطر الفيضانات الموسمية بعنابة، حسب مديرية الموارد المائية للولاية، بعد أسابيع من الأشغال، عن جهر أزيد من 10 آلاف بالوعة و تحرير مئات المنافذ على طول شبكة الأودية و المجاري المائية بعنابة و ضواحيها.
و كشفت حملة الوقاية و التخفيف من آثار الفيضانات بـ 12 بلدية في عنابة، حسب الديوان الوطني للتطهير لولاية عنابة، عن تجاوزات خطيرة، جراء الرمي العشوائي في المصبات و مجاري المياه و كذا البالوعات، حيث تم رفع 80 طنا من النفايات الصلبة و الركام و كذا القمامة التي كانت مرمية بعدة نقاط، منها جلود الأضاحي و العجلات المطاطية التي كانت سببا رئيسيا في انسداد البالوعات .
من جهتها تعمل مصالح البلديات، على إنهاء عمليات الجهر و التنظيف أمام المؤسسات التربوية، خاصة بالمناطق المنخفضة، منها بلدية الحجار التي تغلق فيها المؤسسات التربوية في كل مواسم تقريبا بسبب سيول الأمطار، حيث استفادت البعض منها من مشاريع تهيئة لحمايتها من الفيضانات، على غرار ثانوية كلوفي بالحجار.
و أوضح والي عنابة لدى إشرافه، نهاية الأسبوع الماضي، على لقاء خصص لمتابعة الأشغال المنجزة في إطار الحملة الاستباقية للوقاية من الفيضانات، بأن جهود التنظيف و الجهر يجب أن تبقى متواصلة، خاصة وأن مدينة عنابة تقع تحت مستوى سطح البحر و بها مناطق منخفضة تتميز بركود المياه، ما يعرضها لمخاطر الفيضانات، خاصة عند التساقط المفاجئ للأمطار و بكميات غزيرة، مشيرا إلى تجنيد مئات الأعوان للعملية لرفع الأطنان من النفايات و الأتربة على مستوى المجاري و البالوعات، بمساعدة متطوعين و جمعيات، بالإضافة إلى تسخير آليات تدخل لرفع و نقل النفايات الصلبة.
كما أكد، بريمي، أن المواطن غير واع بالجهود التي تبذلها الدولة، برصد أغلفة مالية معتبرة من ميزانية الولاية، للقيام بعمليات الجهر، حيث يقوم بالرمي العشوائي للنفايات الصلبة دون أن يدري بالمخاطر التي تسببها بهلاك الأشخاص و الممتلكات جراء الفيضانات.
كما وجه بريمي، تعليمات للإسراع في إنهاء أشغال تجديد قنوات صرف المياه الرئيسية على مستوى وسط المدينة و المتزامن إنجازها مع إعادة تعبيد الطرقات الرئيسية، حيث عرفت الأشغال تأخرا في بعض المحاور الرئيسية، على غرار ما قبل الميناء و شارع «حاوية بلاكلون»، كي لا تتسبب هذه الأشغال في فيضانات أو تعطل نظام صرف المياه، كون الشبكة الرئيسية مقطوعة.
كما دعا الوالي إلى ربط الوديان و مجاري المياه الكبرى التي تمت خرسنتها، ضمن المشروع الذي أطلقته مديرية الموارد المائية، حتى تجري مياه الأمطار دون إحداث أضرارا أو تحول مسارها، بسبب عدم ربطها ببعضها، على غرار المصبات الجاري خرسنتها في مدخل البوني و التي تصب مباشرة في البحر عبر وادي سيبوس.
و في نفس السياق، تشارف أشغال تبليط الوديان على الانتهاء، خاصة بالمناطق الأكثر عرضة للفيضانات بالحجار و البوني و في سياق متصل، تم خلال ذات اللقاء، مناقشة الإجراءات المتخذة في ما يتعلق بتزويد السكان بالمياه الشروب، خاصة و أن فصل الشتاء يعرف انقطاعا للمياه، بسبب ارتفاع نسبة التعكر، ما يؤدي إلى توقف محطات المعالجة على مستوى محطتي الشعيبة و مكاسة.
و في هذا الشأن، طمأنت مديرية الموارد المائية، بأن هناك وفرة في التزود بالمياه الشروب، حيث تبلغ نسبة امتلاء سد ماكسة، 95 بالمائة و سد بقوس 60 بالمائة، فيما تقدر نسبة امتلاء سد الشافية بـ 18 بالمائة و هي سدود تدخل في نظام تزويد الولاية بالمياه الصالحة للشرب.
حسين دريدح