بدأ أصحاب زوارق النزهة الراسية بالواجهة البحرية بعنابة، أمس، في سحب وحداتهم العائمة تحسبا لقدوم اضطراب جوي خلال 24 ساعة القادمة، وذلك تفاديا لتحطم اليخوت والقوارب الراسية و أغلبها بشاطئ «لاكاربوب» و الشاطئ الخاص «بونا بيتش»، الذي يوفر الأرصفة العائمة.
وحسب تصريح لأصحاب قوارب للنصر، فقد كانت الأمطار الأخيرة التي عرفتها عنابة، الأسبوع الماضي، بمثابة تحذير لسحب القوارب واتخاذ كامل الاحتياطات، خاصة أن الاضطراب الجوي الماضي لم يكن مصحوبا بالرياح، كما بقيت حالة البحر هادئة، فيما تشير المعلومات المتحصل عليها من مصالح الأرصاد الجوية، إلى قدوم اضطراب أقوى قد يتسبب في تحريك اليخوت من مكانها و ارتطامها ببعضها.
وذكر كريم و هو صاحب قارب نزهة، أن المواقع المؤقتة للرسو تحيط بها صخور، ما يشكل خطرا على القوارب، حيث تسببت الاضطرابات الجوية المباغتة في السنوات الأخيرة، في تحطم عدد معتبر منها نتيجة لتحركها من مواقعها واصطدامها بالصخور بشاطئ لاكاربوب، الذي يعد أكبر تجمع لقوارب الاستجمام.
وقال أصحاب القوارب، إنهم استغلوا الاستقرار المؤقت للأحوال الجوية، لجر قواربهم المتواجدة قرب الشاطئ ونقلها عبر العربات الخاصة بها، قبل عودة اضطراب جديد، في ظل انعدام ميناء خاص بالنزهة لرسو هذه المركبات والدراجات المائية، باستثناء وجود رصيف عائم لمستثمر خاص على مستوى شاطئ «بالفودار»، يستغل صيفا فقط، مع محدودية الأماكن.
وينشط قرابة 500 قارب نزهة بشواطئ عنابة في موسم الاصطياف، بعضها لسياح ومصطافين من الولايات الداخلية، يقومون بجلبها مع بداية الموسم ويدفعون ثمن رسوها وحراستها، ثم يعودون لإعادتها للمستودعات مع بداية الاضطرابات الجوية. واستغل شباب على مستوى الشريط الساحلي، الطلب الكبير لأصحاب زوارق النزهة واليخوت، لوضع أرصفة عائمة فوق الماء دون رخصة، لضمان رسو أصحاب القوارب وخروجها لعرض البحر، مقابل دفع مبالغ معتبرة.
من جهتها جمدت مصالح بلدية عنابة خلال موسم الاصطياف الحالي، منح التراخيص لاستغلال مواقع رسو قوارب النزهة بشواطئ الكورنيش، على غرار الخروبة و بالفودار، حيث كانا يستغلان قبل سنوات من قبل متعاملين في المجال السياحي بطرق غير قانونية، كما استثنت البلدية الذين يحوزون على تراخيص قديمة ما زالت سارية المفعول.
ونظرا لقدوم الاضطراب الجوي، توقف نشاط سفينة النزهة التي دخلت حيز الخدمة خلال موسم الاصطياف 2022، حيث تتواجد حاليا بموقعها على مستوى ميناء الصيد، على أن تعود لبرنامج الخرجات مع استقرار أحوال الطقس.
وفي سياق متصل، شل الاضطراب الجوي القادم، نشاط حركة البواخر على مستوى ميناء الصيد البحري، حيث أدخِلت جميع سفن الصيد التي لا تملك قدرة على الإبحار، استجابة لنشرية مركز الرصد البحري. كما تتلقى السفن التجارية المتواجدة بالمياه الدولية، عند وجود اضطراب جوي، إشارات للدخول إلى خليج الواجهة البحرية للاحتماء من الرياح، حيث رست بعض البواخر التي كانت في وضعية إبحار بالمياه الدولية قبالة الميناء التجاري، خاصة أن الواجهة تمتاز بخصائص ملائمة للمكوث والاحتماء، بسبب مساعدة خليج عنابة في تكسير شدة الرياح وانخفاض مستوى الأمواج.
حسين دريدح
