قال قاضي تطبيق العقوبات لدى مجلس قضاء قالمة، كيمتي مصطفى، أمس الأربعاء، بأن ما لا يقل عن 8 آلاف محبوس قد استفاد من برنامج المساعدة على الاندماج في المجتمع من جديد بعد نهاية العقوبة، على مستوى 4 مؤسسات عقابية تابعة لدائرة اختصاص المجلس، في إطار قانون إصلاح السجون وأنسنة ظروف الاحتباس، لوضع حد لظاهرة العود إلى الجريمة وتغيير الصورة النمطية للمحكوم عليهم وسط المجتمع.
وأضاف المتحدث في يوم دراسي نظمته المصالح الخارجية لإدارة السجون بقالمة، بأن تعداد الجمعيات المعتمدة التي تعنى بحياة المحكوم عليهم بعد استنفاد العقوبة، بلغ 18 جمعية نشطة تعمل كلها على برنامج للحماية من العود، و مرافقة جهود الدولة الرامية إلى التكفل بهذه الفئة الاجتماعية التي تواجه صعوبات متعددة للعودة إلى الحياة الطبيعية من جديد.
و أشاد المتحدث بالدور الذي تقوم به هذه الجمعيات، من خلال زيارة المؤسسات العقابية لإقامة نشاطات مفيدة للمحبوسين، مؤكدا بأن إدارة السجون بقالمة قد أبرمت عدة اتفاقيات مع قطاعات حيوية بينها التربية و الثقافة و الشباب و الرياضة، لتقديم الدعم في مجال التكوين و التدريب و المساعدة على تأهيل المحبوسين للتكيف مع الحياة الجديدة بعد نهاية العقوبة.
و أوضح قاضي تطبيق العقوبات، بأن جمعية اقرأ لمحو الأمية قد لعبت دورا كبيرا في تعليم السجناء الذين لم يدخلوا المدرسة بينهم كبار السن، إلى جانب الكشافة الإسلامية التي تقوم بدور مهم لمرافقة المحبوسين المفرج عنهم بالوسط الاجتماعي، كما الهلال الأحمر الذي يقوم هو الآخر بدور فعال في هذا المجال.
و قال النائب العام لدى مجلس قضاء قالمة، عكروت العربي، بأن سنة 2024 شهدت ما لا يقل عن 149 نشاطا لفائدة المحبوسين، بالمؤسسات العقابية الأربع، بينها تنظيم حملات للتوعية و التحسيس و حفلات ختان لأبناء المحبوسين، بالإضافة إلى برامج التكوين المهني و التدريب على مهن و حرف تفيد المحبوس في حياته بعد نهاية العقوبة.
وجددت والي قالمة حورية عقون التزام كل قطاعات الدولة، بمساعدة المحبوسين المفرج عنهم على الاندماج في المجتمع، و حمايتهم من العودة إلى الجريمة و السجن من جديد، مضيفة بأن عالم الشغل يتيح الكثير من الفرص لهذه الفئة، حيث تعد الجمعيات المحلية و الوكالة الوطنية للتنمية الاجتماعية، و الوكالة الوطنية للقرض المصغر، الإطار الأمثل للمساعدة على إعادة الإدماج، و التصدي لظاهرة العود وخلصت إلى القول بأن نشاطات الوسط المفتوح بالغة الأهمية في تحضير المحبوس للعودة إلى أحضان المجتمع و الاندماج فيه بعد نهاية مدة العقوبة.
فريد.غ