دعا خبراء الزراعة والمناخ، المشاركون في يوم دراسي حول الأمن الغذائي، نظم بقالمة يوم الأربعاء، إلى بذل المزيد من الجهد لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية، وحماية الأمن الغذائي للبلاد، وضمان مستقبل الأجيال القادمة، في ظل أزمات الغذاء العالمية وتداعيات المناخ المتطرف، الذي بدأ ينال من قطاع الزراعة الوطنية، ويهدد بأزمة غذاء حادة خلال السنوات القادمة، إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم.
وقال خبير الزراعة عاشوري جاسر، متحدثا أمام مسؤولي صناديق التأمين على المخاطر الزراعية، والمهندسين العاملين بالقطاع والمزارعين، بأن مستقبل الغذاء في الجزائر يبدو صعبا للغاية، بسبب التغيرات المناخية التي طالت حوض المتوسط وشمال إفريقيا، مضيفا بأن جهودا مضنية تبذل على أكثر من صعيد للتخفيف من آثار هذه التغيرات، وذلك من خلال التركيز على العلم والتقنية، وتدريب منتجي الغذاء على التكيف مع الوضع المناخي المستجد، والمساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى الحد من انبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، والكوارث الطبيعية التي تعرفها البلاد في السنوات الأخيرة، من حرائق وفيضانات وموجات جفاف، وأمراض نباتية، مما أدى إلى تراجع الإنتاج الزراعي الاستراتيجي، كالقمح الذي يعد التحدي الأكبر أمام الأمن الغذائي الوطني.
وأوضحت إطارات صناديق التعاون الفلاحي بولايات قالمة، سكيكدة، الطارف وعنابة بأن التأمين على المخاطر المحدقة بالإنتاج الزراعي، يعد من بين الحلول العملية للعقبات التي تواجه المزارعين بسبب التغيرات المناخية، مؤكدين بأنه ينبغي على منتجي الغذاء بالجزائر حماية محاصيلهم، والحد من الخسائر التي تلحق بهم في السنوات الأخيرة، ذلك من خلال القيام بإجراءات التأمين ضد الحرائق والبرد، والفيضانات والجليد، والجفاف، والحصول على تعويضات مالية تسمح لهم بمواصلة النشاط وتسديد القروض البنكية.
وحسب الخبير أبو عيسى ضرار، فإن الأخطار الطبيعية التي تؤثر على المحاصيل الزراعية بالجزائر، هي البرد والحرائق والفيضانات، والأعاصير والرياح القوية، والصقيع والثلوج، مضيفا بأن التجمعات الريفية هي الأكثر تأثرا بهذه الأخطار، لأنها تفتقر لثقافة التأمين، التي تعد الحل الوحيد لمواجهة الوضع المناخي المتطرف، ومواصلة النشاط، والمحافظة على موارد العيش.
وأوضح المتحدث بأن الحرائق تلحق المزيد من الخسائر بالمحاصيل الزراعية في الجزائر، مرجعا هذه الحرائق المدمرة إلى وجود بقايا قطع الزجاج في حقل معرض لجو شديد الحرارة، والمفارغ العشوائية المجاورة للحقول الزراعية، وإلقاء بقايا السجائر مشتعلة، والشرارة المنبعثة من المعدات الفلاحية كالحاصدات والجرارات، إلى جانب الفعل الإجرامي المتعمد.
وخلص الخبير المتخصص في كوارث الزراعة إلى القول بأن المناخ يعد من بين أكبر العوامل الطبيعية تأثيرا في تحديد أنواع المحاصيل، حيث يحدد المناطق التي يمكن زراعتها بمحاصيل معينة دون غيرها، وهو أيضا عامل رئيسي في تكوين التربة، واختلاف أنواعها ودرجة خصوبتها.
وتجدر الإشارة إلى أن اليوم الدراسي يأتي بمبادرة من صندوق التعاون الفلاحي بقالمة، بالتنسيق من مديرية الفلاحة والغرفة الفلاحية ومعهد الإنتاج النباتي والحيواني.
فريد.غ