أطلقت مديرية الثقافة والفنون لولاية ميلة، أمس، أسبوعا تحسيسيا بالقطاع المحفوظ لمدينة ميلة، كما أعلِن تخصيص مبلغ 20 مليار سنتيم لبداية الأشغال الاستعجالية الأولى للترميم والحفاظ على المدينة العتيقة.
وفي تصريح للنصر، قال رئيس مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة، لزغد شيابة، إن الأسبوع التحسيسي يدخل في إطار العمل الميداني الجواري للتوعية والتحسيس بضرورة الحفاظ على التراث الثقافي الذي تزخر به ولاية ميلة وخاصة المدينة القديمة.
وأضاف لزغد أن الأيام التحسيسية انطلقت من مقر جمعية أصدقاء ميلة القديمة وتشمل معارض وشروحات لماهية القطاع المحفوظ، كما تمت الاستعانة بفريق ميداني من مصالح مديرية الثقافة، مختص في التراث والآثار والتاريخ ومهندسين معماريين للعمل الجواري وتوعية السكان بضرورة الحفاظ على ممتلكات المدينة القديمة التاريخية، مضيفا بأن العمل الجواري سيكون كل شهر في بلدية من بلديات الولاية، في إطار البرنامج المسطر للحفاظ على الممتلكات الثقافية.
وأكد المتحدث، أن المدينة العتيقة لميلة تعاقبت عليها العديد من الحضارات بداية من عصور ما قبل التاريخ إلى الحديث والمعاصر مرورا بالحضارة الرومانية، الوندالية، البيزنطية، والإسلامية، مضيفا أن الشواهد المادية التي مازالت قائمة في حين أن المدينة لم تحظ بالحفريات لاستكشاف ما تكتنزه، باستثناء حفريات أنجزت خلال الحقبة الفرنسية سنة 1880 بجنان ملو والتي كشفت عن تمثال ملو، فيما كانت الحفرية الثانية سنة 1927 بالمدخل الشرقي لميلة و الثالثة بالمركز 1956 وسط المدينة القديمة وقد كانت أول حفرية بعد الاستقلال سنة 1968 من طرف الباحث رشيد دوكالي.
وأكد ذات المصدر، أن مديرية الثقافة وفي إطار التجهيز، قامت بتخصيص مبلغ مالي يقدر بـ 20 مليار سنتيم، للتكفل بأشغال استعجالية للترميم والحفاظ على القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لميلة والذي يتربع على مساحة 37 هكتارا يضم كل المعالم، على غرار النسيج العمراني العتيق المتمثل في السكنات القديمة، الشوارع، الحدائق، البساتين، الأضرحة والزوايا، كما تم إعداد مضمار سياحي مقترح، سينجز ضمن المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لميلة.
وأضاف لزغد، أن المخطط من بين 27 مخططا تمت المصادقة عليها من طرف الدولة، قائلا بأنه تضمن إنشاء ملحقة للوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة والتي ستقوم بعملية تنفيذ مع البلدية والهيئات الوصية لتثبيت المخطط .
مكي بوغابة
