أثرت حالة الجفاف التي عاشتها ولاية ميلة، العام الماضي، بصورة سلبية مباشرة على غلة هذا العام من مادة الزيتون، الذي بلغت حملة جنيه هذه الأيام ذروتها، ما جعل مديرية المصالح الفلاحية بالولاية، تتوقع إنتاجا متواضعا يكون أقل من إنتاج المواسم الفارطة، فيما تفاءل أصحاب المعاصر بمردود الزيت.
و حسب تصريح مدير المصالح الفلاحية السيد علي فنازي للنصر، أمس الاثنين، فإن الهدف المسطر هو بلوغ 142 ألف قنطار من الزيتون، منها 120 ألف قنطار خاصة بزيتون الزيت و الباقي يمثل زيتون المائدة، بمردود متوسط يقدر بـ 13 قنطارا في الهكتار، علما بأن المساحة المزروعة بأشجار الزيتون المعنية هذه السنة بعملية الجني، تقدر بـ 9721 هكتارا، بها أزيد من مليون و 263 ألف شجرة، فيما تصل المساحة الإجمالية التي تغطيها أشجار الزيتون بالولاية، إلى 12 ألفا و 633 هكتارا و الفارق بين المساحتين المذكورتين، يمثل مساحة أشجار الزيتون الصغيرة التي لم تبلغ بعد مرحلة الإنتاج، أي أن عمرها أقل من أربع سنوات و قد تم جني من زيتون المائدة و هو من نوع «السيقواز» 5327 قنطارا، محصلة من مساحة 1068 هكتارا، في انتظار وصول النتائج الأولية الخاصة بزيتون الزيت من نوع «شملال» لمصالح المديرية، مؤكدا دخول معاصر الولاية مرحلة النشاط بعد استلامها للكميات الأولى للزيتون الذي تم جنيه، مع الإشارة إلى أنه و بالنظر لعدد المعاصر التي تتوفر عليها الولاية و ضعف الإنتاج، فلن تطرح أي مشكلة في قضية التكفل بإنتاج الموسم.
عبد السلام شرافة، أحد الفلاحين الناشطين في شعبة الزيتون و صاحب معصرة زيتون عصرية و بالإضافة لكونه من مزارعي أشجار الزيتون التي يملك منها 4 آلاف شجرة ببلدية أعميرة أراس، اشتكى في تصريح للنصر، من قلة غلة الموسم الجاري، نتيجة للعوامل المذكورة، مشيرا إلى أن محصول العام الماضي الذي شهد تراجعا، يقارب 40 بالمائة مقارنة مع إنتاج السنوات التي قبله، إلا أنه أفضل بكثير من محصول هذه السنة الذي تراجع بشكل كبير جد، جعله يمثل 10 بالمائة فقط من إنتاج العام الماضي، في المقابل، اعتبر نسبة الزيت المحصل عليها هذا العام بالجيدة، حيث انتقل المردود من 12 لترا من الزيت في القنطار الواحد من الزيتون الذي تم جنيه مبكرا، إلى 16 لترا في القنطار بالنسبة للزيتون الذي تم جنيه، مؤخرا، مؤكدا أن سعر بيع الزيت بمعصرته و رغم شح الإنتاج، يبقى ثابتا، إذ يسوق اللتر الواحد بـ 800 دج.
و نفس الشكوى سجلناها لدى فلاح آخر يدعى، مشيتوة محمد، الذي صرح للنصر بأن مساحات الزيتون التي ورثها ببلدية مينار زارزة، التهمتها حرائق الصيف الماضي، فيما ضرب الجفاف المساحة التي يملكها ببلدية الرواشد و له فيها قرابة خمسة آلاف شجرة زيتون و كذلك أكد السيد، بوعناني عبد الوهاب، مسير معصرة ببلدية القرارم قوقة، بأن المشكلة ليست في مردود الزيتون الذي أعطى بالمعصرة التي يشرف عليها، بين 13 إلى 20 لترا في القنطار و إنما في كمية الإنتاج الضعيفة جدا هذا العام.
إبراهيم شليغم