عاد مشروع خط السكة الحديدية بوشقوف قالمة الخروب، إلى واجهة الأحداث الاقتصادية المحلية من جديد، عقب اجتماع دعت إليه والية الولاية خلال هذا الأسبوع.
وشارك في الاجتماع المدير العام للوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية، مرفوقا بإطارات من الوكالة والمدير الجهوي للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ناحية عنابة و رؤساء الدوائر التي سيشملها مسار الخط وكذا مدراء التقنين والشؤون العامة، النقل، الأشغال العمومية، التعمير الهندسة المعمارية والبناء، المصالح الفلاحية وأملاك الدولة.
وقالت والية الولاية حورية عقون بأن المشروع المؤجل منذ عدة سنوات، يكتسي أهمية بالغة، ويهدف بالأساس لفك العزلة وخلق ديناميكية مستدامة، في ما يتعلق بنقل الأشخاص أو البضائع، بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي للولاية باعتبارها نقطة عبور، كما أن تجسيد هكذا بنى أساسية يدخل ضمن إستراتيجية السلطات العليا للبلاد، كمؤشر من مؤشرات الإقلاع الاقتصادي.
وقد تم خلال جلسة العمل التي جرت بمقر الولاية التطرق إلى كل جوانب هذا الملف الاقتصادي الهام وخاصة ما يتعلق بالدراسات التقنية والمسارات المحتملة والتكلفة المالية والعوائق الميدانية المتوقعة، وكيفية التغلب عليها لضمان انطلاقة فعالة للمشروع الحلم الذي انتظره سكان الولاية سنوات طويلة لفك العزلة الخانقة وتحريك الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
ويتوقع أن يسفر الاجتماع عن قرارات هامة لبعث المشروع وتحقيقه على أرض الواقع، بعد أن استهلك وقتا طويلا في الدراسات والمشاورات المحلية والمركزية، حيث يسود التفاؤل هذه المرة بالانتقال إلى الميدان وإحياء خط السكة الشهير الذي كان يمثل عصب الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة سنوات الاحتلال، قبل أن يتوقف عقب اندلاع حرب التحرير، ويدخل مرحلة الإهمال والنسيان، ولم تتبق منه سوى مقاطع قليلة بينها مقطع قالمة بوشقوف.
وكانت مكاتب الدراسات المتخصصة في بناء خطوط السكك الحديدية والمنشآت الفنية قد اقترحت دراستين مختلفتين لإنجاز خط السكة الجديد الذي سيربط قالمة بالشبكة الوطنية عبر مدينة الخروب، حيث اقترحت الدراسة الأولى مسارا على أنقاض الخط القديم الممتد على مسافة 140 كلم تقريبا، ويمر عبر بلديات مجاز عمار، حمام دباغ، بوحمدان وبرج صباط، ثم وادي الزناتي وعين رقادة بسرعة 160 كلم في الساعة.
أما الخط الثاني المقترح فينحرف من مجاز عمار في اتجاه بلديات هواري بومدين وسلاوة عنونة، و رأس العقبة، ثم يلتقي بالخط القديم في مدينة وادي الزناتي، و حتى الخروب على مسافة 120 كلم بمدة سير لا تتجاوز ساعة من الزمن.
ويعتمد المسار الثاني الذي يمر عبر بلدية هواري بومدين على نفق طويل يمر تحت المرتفعات الحادة التي تبدأ من مجاز عمار إلى مشارف وادي الزناتي، و هو الأقصر مسافة لكنه الأكثر تكلفة مقارنة بالمسار القديم عبر حمام دباغ بوحمدان وبرج صباط. ويتضمن المشروع الكبير بناء جسور عملاقة وأنفاق على المسارين المحتملين، نظرا لوجود تضاريس معقدة وعوائق عمرانية ومنشآت قاعدية بينها سد بوحمدان.
وتعد إجراءات تحرير المسار المتفق عليه من العوائق المحتلمة، من أكبر التحديات التي تواجه المهندسين والسلطات الولائية عندما ينطلق المشروع، ويتوقع أن تستغرق عمليات نزع الأراضي وتحويل الشبكات المختلفة وهدم البنايات الواقعة ضمن المسار المزيد من الوقت. فريد.غ
