لجأت الحماية المدنية بقالمة، إلى المساجد، لحث السكان على الوقاية من حوادث الغاز و تدريبهم على مواجهة الخطر في المرحلة الثانية من برنامج هام بدأ شهر نوفمبر الماضي و يستمر حتى نهاية شهر ديسمبر الجاري.
و هي الفترة التي تعرف استعمالا مكثفا للغاز الطبيعي أو غاز القارورات للتدفئة في ظل الهبوط الكبير لدرجات الحرارة ليلا عبر مختلف مناطق الولاية.
و يتضمن البرنامج تقديم دروس أيام الجمعة من طرف إطارات الحماية المدنية، يبرزون فيها طرق الوقاية من خطر الغاز المحترق و كيفية التعامل مع حوادث التسرب و الاختناق قبل وصول الإسعافات.
و تعول الحماية المدنية بقالمة على المساجد لإيصال المعلومات اللازمة للسكان و تحذيرهم من عواقب التهاون المؤدي إلى كوارث قد تخلف قتلى و مصابين، خاصة عند حدوث الانفجارات و الاختناقات الجماعية للمتواجدين داخل الشقق السكنية المغلقة.
و بينت التحقيقات التي أعقبت حوادث الغاز القاتلة التي وقعت بولاية بقالمة في السنوات الأخيرة بأن التهاون في مراقبة أجهزة الطهي و التدفئة و ارتكاب أخطاء فادحة في نظام التهوية و وضع هذه الأجهزة في مواقع غير ملائمة و قدم شبكة الغاز الداخلية و انسداد أنظمة نقل الغازات المحترقة تعد من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى حوادث مأساوية مازالت آثارها الاجتماعية و الاقتصادية إلى اليوم.
و غالبا ما يقوم السكان بتركيب أجهزة تسخين المياه داخل المطابخ و الحمامات المغلقة دون نظام لصرف الغاز المحترق، و عندما يزداد الضغط على هذه الأجهزة تتراكم الغازات المحترقة داخل الشقة السكنية و عندما يبلغ تركيزها درجة عالية تصيب الضحايا بالتسمم المؤدي إلى الموت.
و عندما تشتد البرودة ليلا يلجأ الكثير من السكان إلى غلق كل منافذ التهوية بإحكام بما فيها فراغات الأمان تحت الأبواب، و عندما يحدث تسرب للغاز المحترق أو الغاز غير المحترق تحدث الكارثة التي تكون عواقبها وخيمة.
و قد عرفت ولاية قالمة حوادث مأساوية سببها الغاز المحترق و الغاز غير المحترق، خلفت عشرات الضحايا من قتلى و جرحى و خسائر مادية كبيرة، كما حدث في كارثة الأحد الأسود شهر ديسمبر 2004 عندما أودى انفجار عنيف للغاز بحياة 14 شخصا و أصاب نحو 30 آخرين بجروح و دمر عمارة سكنية ضخمة مازالت جدرانها المحطمة إلى اليوم شاهدة على مآسي الغاز بقالمة.
و تأمل الحماية المدنية في استجابة السكان لبرنامج الوقاية و تطبيقه على أرض الواقع، من خلال مراقبة الأجهزة المشتغلة بالغاز الطبيعي و حتى غاز القارورات، و المحافظة على نظام التهوية و تركيب معدات تصريف الغازات المحترقة لتفادي الحوادث المأساوية التي تتكرر كل شتاء. فريد.غ