تستعد مدينة عنابة لاستقبال الوفود المشاركة في العرس الكروي القاري، ضمن المجموعة الثانية من منتخبات الأربعة، ممثلة في الكونغو الديمقراطية و السنغال و كوت ديفوار و أوغندا، حيث تم إنهاء جميع التحضيرات و الانتقال للتركيز على التفاصيل الصغيرة، بعد تحضيرات الملعب الرئيسي 19 ماي 56 و الملعب الملحق و كذا ملعب العقيد شابو لإجراء التدريبات، لتتجدد استضافة محفل كروي قاري، بعد استضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا لعام 1990.
و أكد والي عنابة، جمال الدين بريمي، أمس، جاهزة الولاية 100 بالمائة، ما عدا روتوشات تم تدارسها مع لجنة الأمن ورؤساء المقاييس، مضيفا أن كل الأمور مهيأة ليكون العرس الكروي القاري ناجحا بامتياز، في انتظار وصول الوفود بداية من الأسبوع المقبل، حيث تم إعطاء تعليمات للمصالح الأمنية و مختلف الهيئات المنظمة لتكون الإقامة مريحة على مستوى 5 فنادق، حيث تم تخصيص فندق الشيراطون للحكام و منظمي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، منتخب السنغال ينزل بفندق الريم الجميل بالواجهة البحرية و منتخب الكونغو الديمقراطية بفندق صبري، كما سيتدربان بالملعب الملحق للمركب الرياضي 19 ماي 56، فيما يقيم منتخب أوغندا بالفندق العسكري الواقع بشاطئ «شابي» و منتخب كوديفوار بفندق رويال اليزا القريب من المستشفى الجامعي ابن رشد، على أن يتدربا بملعب العقيد شابو بوسط المدينة. و في سياق متصل، تم الانطلاق في بيع تذاكر المباريات عبر منصة تذكرتي، مع تعيين دور شباب لتسليم بطاقات حضور المباريات.
و في جانب المنشآت الرياضية، نجحت السلطات المحلية في إنهاء أشغال إعادة تجديد ملعب 19 ماي 56 في وقت قياسي، رغم المخاوف و ضيق الوقت، حيث تحول الملعب إلى جوهرة حقيقية في استكمال كامل الأشغال، خاصة في بعد إجراء لمسة احترافية و عصرية، منها أرضية الميدان التي أنجزت بتقنية العشب الهجين بدمج العشب الاصطناعي مع الطبيعي و التي أعطت نتائج مبهرة لاعتمادها لأول مرة بالجزائر، كما تم القضاء على مشكل ركود المياه وفق نظام صرف المياه الأرضي، حيث و رغم تساقط الأمطار سابقا، فلم يسجل ركود للمياه بأي مساحة.
كما عرف الملعب استحداث توسعة و بناية تضم 4 غرف لتغيير الملابس و مداخل و مخارج منفصلة للفرق المنافسة و صالون فخم لمشاهدة المباريات و كذا مطاعم و مقاهي و جناح للصحفيين، حيث تم توفير جميع متطلبات الراحة و معايير العمل وفق المواصفات الدولية و أصبح للملعب الذي يتسع لـ 50 ألف متفرج، مخارج تُمكن من إخلائه في 15 دقيقة، بالإضافة إلى استحداث مراكز للحماية المدنية في جميع أرجاء الملعب و تهيئة الحظيرة الخارجية لتستوعب 5 آلاف مركبة، بالإضافة إلى تزويده بشبكة لكاميرات المراقبة.
كما عرفت مدينة عنابة، القيام بـ 24 عملية تهيئة بمداخل المدينة و الكورنيش و محاور الدوران، ساهمت في تحسين المنظر الجمالي و إعطاء حلول و التخفيف من الاختناق المروري و كذا القيام بعمليات واسعة للتنظيف، تحضيرا للعرس الكروي الإفريقي و استقبال ضيوف عنابة من المنتحبات الإفريقية المتنافسة على الكأس، حيث تم وضع نافورات للزينة على مستوى المداخل الرئيسية لبلدية عنابة و الواجهة البحرية و القيام بحملة واسعة للغرس و التزيين، مع تقليم الأشجار و نزع الحشائش و رفع مخلفاتها لتحسين المشهد العام للمدينة، بالإضافة إلى تثبيت 3 شعارات ضخمة كتب عليها «أحب عنابة» باللغة الانجليزية و هو ما جلب اهتمام الزوار.
و بمناسبة الشان، قام شبان في اختصاص الإنتاج السمعي البصري، بإنجاز فيديو ترويجي احترافي عن مدينة عنابة، بلمسة فنية تم فيها إبراز موقع المدينة و عراقتها و تقاليدها و معالمها و تاريخها في كرة القدم و المنشآت التي تزخر بها، مع طريقة إخراج جد رائعة، حققت انتشارا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، كما قامت المصالح المعنية بإعادة ترويجها على صفحاتها، لما تحتويه من دلالات تزيد من إعطاء صور جميلة للضيوف عن مدينة عنابة، كما تشجع على استقطاب الزوار للمدينة و كذا كرم الضيافة و تكريس الروح الرياضية، من خلال مستوى الفيديو الترويجي.
حسين دريدح