سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أول أمس، عقوبة المؤبد في حق امرأة تونسية، توبعت بتهمة محاولة اختطاف طفلين عند خروجهما من ابتدائية، أحمد زبانة، بحي الصفصاف غرب وسط مدينة عنابة، حيث قامت باستدراجهما و الاعتداء على الطفلة بعد رفض الذهاب معها، ليتفطن المارة إليها و يتم إبلاغ الشرطة للقبض عليها، فيما التمس ممثل الحق العام عقوبة المؤبد، عن تهمة محاولة الاختطاف بالاستدراج و العنف.
و حسب ما دار في جلسة المحاكمة، فإن الوقائع تعود إلى تاريخ 5 ماي 2022، عندما تمكن أعوان الأمن رفقة مجموعة من المواطنين، في حدود الساعة الحادية عشرة و 11 دقيقة صباحا، بحي الياسمين 1172 سكنا، من توقيف امرأة و يتعلق الأمر بالمسماة (ز.ك 38 سنة)، من جنسية تونسية، مقيمة بولاية بنزرت، كانت تحاول اختطاف طفلين قاصرين و يتعلق الأمر بكل من المسماة (ل.س 9 سنوات) و (ل.م 8 سنوات) المقيمين بحي سيدي حرب، يدرسان في الطور الابتدائي بابتدائية أحمد زبانة بحي الصفصاف. لدى سماع الضحية الحدث (ل.س)، صرحت بأنها و عند خروجها من دوام المدرسة في حدود الساعة العاشرة و النصف صباحا، متوجهة إلى مسكنها بحي الصفصاف رفقة ابن عمها (ل.م)، شاهدت المتهمة تنظر إليهما من بعيد و عند الاقتراب، طلبت منهما مساعدتها في حمل بعض الأغراض من المغازة التي كانت بجوارهم، ثم سارا معها من حي بنغلادش إلى غاية حي الياسمين و عندما شعر ابن عمها بالتعب، طلب العودة إلى البيت، فسلمته المتهمة مبلغ 100 دج و واصلت ابنة عمه السير مع المشكو منها و عندما أحست الطفلة بالتعب، طلبت المغادرة كونها غير قادرة على مواصلة المشي، فقامت بصفعها ثم جرتها من شعرها حتى سقطت على الأرض، فتدخل بعض المارة، إلا أن المتهمة أخطرتهم بأنها خالتها، فكذبت الضحية ذلك قائلة أنها امرأة تحاول اختطافها، فاتصل مواطنون بالشرطة التي تدخلت سريعا و قامت بتوقيفها و تحويلها إلى المركز، كما تم العثور بحوزتها على مبالغ مالية من عملات أجنبية و هي نفس الوقائع التي صرحت بها الطفل (ل.م) . و بعرض القاصرين لمعاينتهما بمصلحة الطب الشرعي في المستشفى الجامعي ابن رشد بعناية، تم منح القاصرة (ل.س) شهادة طبية تثبت عجزها ليوم واحد. و صرح الشاهد (ت.س)، أنه و بينما كان متواجدا بمسكنه العائلي بحي 1172 سكنا، سمع صراخا صادرا من أسفل العمارة، ليلقي على الفور نظرة عبر الشرفة، فشاهد امرأة في الثلاثينات من العمر، رفقة طفلة قاصر لا يتعدى عمرها 10 سنوات، تقوم بصفعها و جرها من شعرها، فقام بمناداتها للكف عن جرها و كانت تتهم الطفلة بسرقة أموالها بعبارة (أم سرقولي فلوسي)، حينها تأكد من لهجتها أنها تونسية الجنسية و أمام رفضها ترك الطفلة، نزل من مسكنه و قام رفقة الحضور بتوقيفها و الاتصال بالشرطة. و توصلت تحريات الشرطة، إلى أن المتهمة دخلت إلى الجزائر بطريقة شرعية عبر مطار هواري بومدين، بتاريخ 10 أفريل 2022، تنقلت بعدها إلى عنابة لتقيم في فندق الهقار بوسط المدينة و لدى تفتيش غرفتها، عثر على جهاز إعلام آلي محمول، يحتوي على أشرطة و أفلام مختلفة.
و صرحت الضحية أمام هيئة المحكمة، بأنها بريئة من تهمة الاختطاف و لم تكن لها أي سوء نية، معترفة بأنها اصطحبت الأطفال دون أن تكون تخطط لأي فعل و عن سبب تواجدها في تلك المنطقة، قالت بأنها على علاقة صداقة مع شاب يملك محلا تجاريا بذات الحي و أشارت إلى أنها الطفلة الوحيدة لدى عائلتها، تزوجت مع سوري في سوريا و عند وفاته عادت إلى تونس رفقة زوجها و لديها طفل يبلغ من العمر 15 سنة، مضيفة بأنها قدمت إلى الجزائر بهدف العمل.
حسين دريدح
