أنهت مصالح بلدية البوني بعنابة، أمس، إزالة السوق الفوضوي بالمدينة، الواقع بالشارع الرئيسي المؤدي إلى القطب العمراني بوزعرورة، مع إقناع جميع الباعة للالتحاق بخانات السوق الجواري للخضر و الفواكه بذات الموقع، حيث تم إخلاء الطريق و المنطقة المحيطة و رفع المخلفات.
و حسب مصالح بلدية البوني، فإن هذه هي المرة الثالثة التي تتم إزالة السوق فيها، غير أن العملية الأخيرة، تعد ناجحة بعد إقناع التجار بضرورة دخول السوق المجاور، حيث تمت إزالة الخانات و كل أشكال النشاطات التجارية الفوضوية على مستوى الأرصفة و جميع النقاط السوداء المتمثلة في المساحات التجارية الفوضوية المحاذية.
و حسب مصادرنا، فقد تمت إزالة أزيد من 80 خانة و طاولة فوضوية لبيع الخضر و الفواكه و مختلف المستلزمات المنزلية و كذا التوسعات غير القانونية للتجار، التي امتدت إلى الاستحواذ على الأرصفة و الطريق الرئيسي لسنوات، خاصة في المناسبات الدينية حينما يغلق الشارع من قبل الباعة و تتوقف حركة السير عبره، بالإضافة إلى تكدس الأطنان من النفايات و بقايا البيع يوميا وسط الطريق .
و قبل الشروع في عملية الإزالة، قامت مصالح البلدية بإرسال إعذارات لجميع الباعة المستغلين للأرصفة، داعية إياهم إلى ضرورة احترام القوانين المعمول بها و التي تمنع استغلال الأرصفة و شارك في العملية العشرات من أعوان الأمن، الذين طوقوا المنطقة بعد بداية غروب الشمس، لكون سوق بزعرورة أكبر تجمع تجاري يقصده المواطنون للتسوق في عنابة. و قد قامت الجرافات و الشاحنات، برفع و إزالة ما تبقى من الخانات و الطاولات، بعد أن قام عدد من الباعة الفوضويين بنقل سلعهم و تفكيك الخيم و القضبان الحديدية، مع بلوغهم صدور قرار الإزالة بشكل نهائي، في حين حضر تجار آخرون لم يجدوا طاولاتهم و سلعهم التي تركوها في السوق، بعد أن قامت المصالح برفعها، ما خلف حالة من الاستياء لدى البعض. و قد جندت بلدية البوني كامل إمكانياتها من عتاد و أعوان نظافة مدعومة بقوات الأمن، لإزالة سوق بوزعرورة الفوضوي الذي كان يتسبب في شل حركة المرور و الانتشار الرهيب للأوساخ و الفضلات الناجمة عن مخلفات الباعة، بالإضافة إلى الشجارات اليومية التي تحدث بين المارة و الباعة.
و لقيت العملية استحسانا كبيرا من قبل سكان الحي و كذا مستعملي الطريق الرئيسي الذي يربط بين كامل أحياء البوني مركز، حيث أن البعض لم يصدق إزالة السوق و توسعات التجار التي كانت تشوه المنظر الجمالي للشارع.
و في سياق متصل، كانت مصالح بلدية البوني في، الأشهر الماضية، قد وجهت إعذارات للتجار الفوضويين، للالتحاق بالسوق الجديد بطريق بوزعرورة، بعد توزيع الاستفادات، حيث بقي التجار يزاولون نشاطهم بالطريق الرئيسي بشكل فوضوي رغم جاهزية الخانات للاستغلال و تواجد السوق بمحاذاتهم.
كما قامت مصالح البلدية بعملية تنظيف واسعة للسوق النظامي قبل إزالة النشاطات التجارية الفوضوية تمهيدا للالتزام بالاندماج في السوق أو إحالة المخالفين على العدالة.
و قد أحصت بلدية البوني 80 تاجرا ناشطا في مجال بيع الخضر و الفواكه على طول الشارع الرئيسي المؤدي إلى حي بوزعرورة، استفادوا من خانات بالسوق الجديد الذي يقع في نفس الشارع، غير أن التجار رفضوا تحويل نشاطهم إلى السوق لأسباب تتعلق بقائمة المستفيدين و كذا نقائص موجودة بالخانات، غير أن مصالح البلدية تؤكد قيامها بجميع الحلول الودية مع التجار، غير أنهم يرفضون فتح السوق و بقي مهجورا لسنوات، حيث كانت مصالح البلدية تهدف لإعادة إدماج التجار الناشطين خارج السوق و إدخالهم إلى الخانات، بعد أن عرفت العملية تأخرا كبيرا، بسبب إجراءات ضبط قائمة المستفيدين بالتنسيق مع ممثلي الباعة، حيث سلمت لهم رخصة استغلال مؤقتة مع دفع مستحقات الإيجار. حسين دريدح