سلّطت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، فجر أمس، أحكاما بالإعدام في حق 6 شبان، بينهم 4 أدينوا و سلطت في حقهم نفس العقوبة غيابيا و يتعلق الأمر بكل من (ب.أ) و(ج.ب) و(ف.ع) و(ب.ع.ح) إلى جانب كلا من (خ.هـ) و(ع.خ.د) و عاقبت المحكمة المتهم (ب.د.ع)، بـ 18 شهرا حبسا منها سنة موقوفة التنفيذ و برأت ساحة كل من (ب.ع.د) و(ب.خ) و(ق.أ) و(م.إ) و(ع.ن)، من الجرم المتابعين به و هي نفس التهمة الموجهة لجميع المتهمين، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام في حق جميع المتهمين.
القضية التي استمرت فيها المحاكمة لنحو 13 ساعة كاملة وانتهت في حدود الساعة السادسة فجرا، ترجع مختصرة لتاريخ العشرين من شهر جويلية من سنة 2021، المصادف لليوم الأول لعيد الأضحى المبارك، أين دخل الضحية بحسب الملف في نزاع حاد مع المتهم المتواجد في حالة فرار المسمى (ح.ب) على مستوى محيط سكن المتهم بحي المنظر الجميل السفلي، وقام حينها الضحية المدعو (د.م) بنزع 30 قرصا مهلوسا من المتهم الفار، ليتوجه المتهم مسرعا صوب جيرانه من سكان الحي، أين أخطرهم بضرورة رد الاعتبار لشخصه، بعد الاعتداء الذي تعرض له من طرف الضحية، ليتجمع عديد المواطنين بالحي، ويتوجهوا بعدها لمكان تواجد الضحية بحي أول نوفمبر، وخطط الجناة بإزهاق روح الضحية، من خلال تسخيرهم كل الأسلحة منها البيضاء والنارية، وتوجهوا صوب الضحية الذي تمت محاصرته بسيارتين من نوع «بارتنار تيبي» و«غولف»، وتم رشق الضحية بالحجارة حتى لا يبرح مكانه، في وقت اعتدى الجناة على الضحية بمختلف الوسائل، خاصة الأسلحة البيضاء من عصي وهراوات، ناهيك عن الاعتداء على الضحية بالركلات، ليترك الضحية ساقطا أرضا غارقا في شلال من الدماء، أين نقل من طرف مواطنين على جناح السرعة لمستشفى سليمان عميرات المحلي، ليلفظ أنفاسه بعدها، ليعرض على الطبيب الشرعي، الذي أكد في تقريره بعد تشريحه للجثة أن الضحية عليه آثار عنف في كامل أنحاء الجسم، ناتجة عن أداة حادة، كما أن الموت عنيفة ونزيف حاد تسبب في الوفاة.
مصالح الأمن باشرت تحقيقاتها في القضية، وتمكنت بالاستناد لتصريحات شهود عايشوا الحادثة، لتوقيف عشرات المشتبه بهم، مع إماطة اللثام عن هوية عديد المتورطين في القضية، والذين لاذ عدد منهم بالفرار لوجهة مجهولة، وحجزت الشرطة بندقية تقليدية الصنع بحوزة المتهم (خ.هـ)، أين أثبتت الخبرة الباليستية التي أعدت من طرف المخبر الجهوي للشرطة العلمية بقسنطينة، بأن السلاح مصنوع يدويا على شكل مسدس، وهو ذو ماسورة ملساء يطلق ذخيرة صيد من عيار 16 ملم، وخلص المحققون أن السلاح الناري وسلاح أبيض آخر تم إخفاؤهم بإحدى المناطق المعزولة بمشتة أولاد بلعقل، كما تم ضبط بحوزة المتهم القاطن بالمشتة (ب.د.ع) 88 خرطوشة عيار 12 ملم.
المتهمون وأمام هيئة المحكمة أنكروا التهم المنسوبة إليهم، وحاولوا إنكار تصريحاتهم التي أدلوا بها أمام عناصر الأمن، ومنهم من أكد اعتداءه على الضحية وكشف حينها عن هوية المعتدين الفعليين، وعاد المتهمون ليلصقوا التهم في المتهمين الغائبين المتواجدين في حالة فرار، وكشف أحد المتهمين بأن جل المتهمين المعتدين كانوا مستهلكين لأقراص مهلوسة.
أحمد ذيب
