علق المئات من الأشخاص وسط عاصفة ثلجية، ليلة الأحد إلى الاثنين، بمرتفعات ماونة وعين الحمراء وغار جماعة ببلديات بن جراح، الركنية وبوحمدان، فيما أطلقت سلطات قالمة مخطط الطوارئ لإجلاء هؤلاء العالقين الذين حاصرتهم الثلوج وقطعت عنهم طرقات العودة.
وفور وصول نداءات الاستغاثة تنقلت والية قالمة حورية عقون إلى مرتفعات جبل ماونة للإشراف على عمليات الإجلاء رفقة مسؤولي القطاعات ذات الصلة بمخطط تنظيم التدخلات والإسعافات «أورساك» كالحماية المدنية، الأشغال العمومية والدرك الوطني و رؤساء الدوائر والبلديات.
واستمرت عملية إخراج عشرات المركبات المحاصرة على طرقات ماونة، غار جماعة والعين الحمراء إلى ساعة متأخرة من الليل وسط ظروف مناخية صعبة، حيث تراجعت درجات الحرارة إلى ما دون 6 درجات تحت الصفر، وظلت الرياح القوية تهب على تلك المرتفعات ناقلة معها كميات كبيرة من الثلوج التي غطت الطرقات وشلت حركة المركبات التي قصدت تلك المرتفعات وعلى متنها أعداد كبيرة من الرجال والنساء والأطفال الذين ذهبوا للاستمتاع بالثلوج، قبل أن تباغتهم العاصفة القوية وتقطع عنهم منافذ العودة.
واستعانت فرق النجدة بكاسحات الثلوج، وعتاد الأشغال العمومية التابع للبلديات والشركات الخاصة، التي لبت النداء وتوجهت إلى حيث المحاصرين بتلك المرتفعات التي عرفت تساقطا كثيفا للثلوج على مدى اليومين الماضيين.
وبالرغم من التحذيرات الموجهة للمواطنين بتوخي الحيطة والحذر في مواجهة العاصفة الثلجية، إلا أن تلك النداءات لم تلق استجابة كافية وأصر هواة مطاردة الثلوج على الوصول إلى المرتفعات الجبلية قبل أن تداهمهم العاصفة المفاجئة وتقطع عنهم سبل النجاة، حيث عجزت المركبات عن التحرك وقهر الثلوج وطبقات الجليد وبدأ الكثير منها في الانحراف على جوانب الطرقات.
وقد انقطعت حركة السير والإمداد باتجاه منازل ريفية حيث تحولت المسالك الترابية إلى كتل من الأحوال كما حدث بمشاتي سعدان، الوارثية والغرابة ببلدية بوحمدان، ومجاز لبيض ببلدية الركنية، وغيرها من المشاتي التي ما زال سكانها ينتظرون مشاريع شق الطرقات وتعبيدها لتوديع سنوات طويلة من العزلة والمعاناة التي تتفاقم كل شتاء عندما تسقط أمطار وثلوج الخير وتطبق على تلك المشاتي، التي يواصل سكانها الصمود والمساهمة في جهود إعمار المناطق المهجورة.
فريد.غ
